في ظلّ متغيّرات المشهد السياسي المتقلب الذي تعيش على وقعه البلاد، تبدو الرؤية حول خفايا المرحلة القادمة من مستجداتٍ ضبابيةٌ نوعًا ما، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام التأويلات والفرضيات حول الأحداث التي من المتوقع أن تشهدها الساحة السياسية. ولعلّ اللقاءات الأخيرة الهامة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مع عدد من الأطراف ذات الوزن الثقيل على الساحة ، لها علاقة مباشرة بمقتضيات المرحلة القادمة . وقد التقى السبسي خلال الأسبوع الفارط كلّا من رئيس الحكومة يوسف الشاهد والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. ولئن جاءت بيانات رئاسة الجمهورية عقب اللقاءات الثلاثة مقتضبة واقتصرت على ذكر كون هذه اللقاءات تناولت الوضع العام بالبلاد وما إلى ذلك من مواضيع ، فغن متابعي الشأن السياسي أن هذه اللقاءات في علاقة مباشرة بوضع الحكومة الحالية والخطوات التي سيخطوها جل الأطراف خلال المرحلة القادمة. وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي استقبل الجمعة 10 أوت 2018 بقصر قرطاج، يوسف الشاهد رئيس الحكومة. ونقل بلاغ نشرته الرئاسة عن الشاهد قوله إن اللقاء مع رئيس الدولة استعرض الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بالبلاد. وأشار إلى أن اللقاء تناول ايضا مستجدّات المفاوضات الاجتماعية في القطاع العام والوظيفة العمومية والخطوط العريضة لمشروع قانون المالية لسنة 2019. كما التقى رئيس الجمهورية الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي الخميس بقصر الرئاسة بقرطاج . وقال الطبوبي إنّ اللقاء تناول بالأساس الوضع الاجتماعي في البلاد ومستجدات المفاوضات الاجتماعية في القطاع العام والوظيفة العمومية والقطاع الخاص. وأضاف الطبوبي أنّ اللّقاء تطرّق أيضا إلى عدد من القضايا الوطنية الراهنة وأنه تم التأكيد على ضرورة مواصلة التّحاور والتّشاور للتوصّل إلى السّبل الكفيلة بتجاوز الإشكالات القائمة وأهمية تحلّي ويوم الثلاثاء المنقضي التقى رئيس الجمهورية برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ، واكتفت النهضة بالكشف عن فحوى اللقاء الذي تمحور أساسا حول تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة.