لا يزال الوضع صلب حزب حركة نداء تونس حرجا، لاسيما وأنه يقف على أرضية متحركة في ظل انقسام مواقف قياداته بين موالين للمدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي وآخرين موالين لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، مما بات يوحي إلى قرب انشطار الحزب، من جديد ، إلى شقين. عدم الاستقرار الذي يعيش على وقعه "الحزب الحاكم" جعل مسألة إعادة لملمة شتات الحزب ضرورة حتمية لابدّ منها اليوم قبل الغد، لاسيما وأنه لم يعد يفصلنا سوى عام ونيف، عن الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019. وقد طرح حزب حركة نداء تونس، خلال اليومين الماضيين، على عدد من الوجوه التجمعية ، الانضمام للحزب باعتباره " التنظيم السياسي الاقرب لاحتوائهم والاستفادة من خبراتهم ". وكشفت صحيفة "الشروق" في عددها الصادر الاربعاء 29 أوت 2018 عن قائمة التجمعيين الذين شاركوا في الاجتماع المذكور وهم "علي الشاوش ومحمد الغرياني وزهير المظفر ومكي العلوي وعبد الوهاب الجمل وعبد الرحمان بوحريزي وأحمد منصور وحورية عبد الخالق وعزيزة حتيرة وعيسى الحيدوسي ورضا بوعجينة وزهير الذوادي وبشير النفطي والمنصف بن شريفية". يشار الى أن محمد الغرياني كان قد استقال من حزب حركة نداء تونس الذي انخرط فيه بعد استقالته من حزب حامد القروي .وشغل الغرياني خلال فترة تواجده في النداء خطة مستشار لرئيس الحزب وقتها الباجي قائد السبسي. كما شارك في الاجتماع عن نداء تونس كل من المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي و القياديين سمير العبيدي وخالد شوكات وعبد الرؤوف الخماسي. وقد شكك عدد من الوجوه التجمعية المشاركة في الاجتماع، في نجاح المبادرة مستندين في ذلك الى "غياب عمل تمهيدي استبق المبادرة او لقاءات لتبادل الأراء والأفكار لتحديد سبل استقطاب الاطارات الدستورية القديمة" ، وفق المصدر ذاته. مساعي لملمة شتات الحزب عن طريق استمالة التجمعيين والندائيين المستقيلين، و إن كانت جدية وتنمّ عن نية لملمة الشمل وإعادة ترتيب البيت الداخلي بما تقتضيه المرحلة، فإنها لن تكون بالسهولة التي تسمح بقلب الموازين وإعادة خلط الأوراق من جديد، لاسيما وأن قيادة الحزب في الوقت الراهن بين يدي السبسي الإبن، الذي يجمع أغلب الندائيين على تفرده بالرأي صلب الحزب من جهة، فضلا عن أن أغلب الذين استقالوا من النداء شقوا طريقهم في الحياة السياسية وأسسوا وانخرطوا في أحزاب جديدة، مما يصعّب فرضية عودتهم إلى النداء، من جهة ثانية.