مسألة انفتاح حزب النداء على العنصر الدستوري والكفاءات العديدة التي سيرت هياكل حزب التجمع المنحل كانت دائمة الحضور وتعود بانتظام مع اقتراب المواعيد الانتخابية الكبرى. ويعود هذا الطلب على الدساترة لاعتبارين اساسيين اولهما ان الدساترة-التجمعيين يشكلون "منجما" مهما من الاطارات والقياديين في مستويات مختلفة سواء منهم من تحمل مناصب وزارية مرموقة او من اختص منهم في مجالات التنظيم والتعبئة والتوجيه، وثانيهما انهم يمثلون القوة التي كان يتمتع بها التجمع المنحل في تنظيم المواعيد الانتخابية الكبرى وانجاحها او مايمسى ب"الماكينة الانتخابية". وبما ان المستفيد الاكبر الى حد اليوم من "المنجم" السياسي للتجمع المنحل هو نداء تونس رغم ان احزاب اخرى بما فيها النهضة انتفعت بالكفاءات التجمعية الدستورية فكان من المنطقي ان تلتفت قيادة النداء الى اطارات التجمع المنحل والذين بقي اغلبهم في حالة ترقب بعد الثورة واختار بعضهم هجر السياسة، وتعتمد عليهم للاستفادة من كفاءتهم وتجربتهم تحسبا للمواعيد الانتخابية لسنة 2019. وفي هذا الاطار علمت "الشروق" ان اجتماعا انتظم اول امس بمقر النداء اشرف عليه المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي وبحضور عدد من اعضاده من بينهم سمير العبيدي خالد شوكات وعبد الرؤوف الخماسي بعدد ممن تحملوا مسؤوليات في الدولة من الدساترة- التجمعيين، وكان اللقاء بمثابة دعوة للحاضرين الى الانضمام الى النداء الذي يبقى حسب هؤلاء المنظمين التنظيم السياسي الاقرب لاحتوائهم والاستفادة من خبراتهم اولا لان مؤسس النداء ورئيسه الشرفي هو احد رموز الدساترة وثانيا لان الارضية الفكرية لحزب النداء ومشروعه المجتمعي الوسطي هي الى حد كبير تواصل لمشروع حزب الدستور وامتدادا للحركة الاصلاحية كما عبر عن ذلك الطرف الداعي للاجتماع. ورغم الترحاب الذي ابداه المدعوون لهذا اللقاء واستحسانهم لفكرة مواصلة المشروع الدستوري فان بعضهم بدا مشككا في نجاح هذه المبادرة التي لم يسبقها عمل تمهيدي او لقاءات لتبادل الاراء والافكار لاستكشاف السبل الاقوم لاستقطاب الاطارات الدستورية القديمة والتي وقع تهميشها لمدة طويلة. كما ان الظروف الراهنة المتميزة بصراعات عديدة علنية داخل العائلة الندائية تطرح اسئلة عديدة حول مصداقية هذه الدعوة وتظهرها كانها مجرد مغازلة للاستفادة الظرفية من الدساترة- التجمعيين ومختلف اطارات التجمع المنحل . ويبقى ان الحاضرين لم يخفوا ابتهاجهم باهتمام الرئيس السبسي بهم باعتباره احد عمداء الدساترة. حضر عدد ممن تحملوا مسؤوليات سابقة من الدساترة- التجمعيين الاجتماع المذكور مع حزب نداء تونس وهم كل من: علي الشاوش- محمد الغرياني- زهير المظفر-مكي العلوي- عبد الوهاب الجمل- عبد الرحمان بوحريزي-احمد منصور-حورية عبد الخالق- عزيزة حتيرة- عيسى الحيدوسي- رضا بوعجينة-زهير الذوادي- بشير النفطي- بن شريفة.