تعوّل تونس كثيرا على منتوجاتها من التمور ، على الصعيدين النوعي و الكمّي على حدّ السواء ، متصدّرة بفضلها أولى المراتب العالمية لجودتها ، و تلعب صادراتها دورا محوريا في دعم ميزانية الدولة وفي تعويض جزء كبير من عائدات مالية انخفضت كثيرا مع تراجع قطاعات أخرى . و يعدّ النخيل أهمّ ثروة فلاحية على ضفاف شط الجريد في واحات بلاد الجريد وقبلي وكذلك في قفصة وقابس حتى أنّ بعض الفلاحين يعتبرونه بمثابة بترول المنطقة. وقد سجلت كميات التمور المصدرة للموسم 2017 / 2018 (الى غاية منتصف أوت 2018) زيادة قياسية في حدود 16،9 بالمائة مقارنة بالموسم المنقضي لتصل الى نحو 123،7 ألف طن. وقدرت العائدات من تصدير التمور، بحسب ما أكده المدير التجاري للمجمع المهني المشترك للغلال، سمير بن سليمان، بحوالي 722 مليون دينار مقابل 542,3 مليون دينار خلال نفس الفترة من السنة المنقضية، أي بارتفاع بنسبة 33،2 بالمائة. ويفسّر هذا التطور بتحسن نسق التصدير إلى كل من اسبانيا إذ ناهزت الكميات المصدرة، إلى غاية 15 أوت 2018، بحوالي 10 ألاف طن مقابل 7 ألاف طن في نفس الفترة من السنة الماضية، أي بزيادة بنسبة 45،8 بالمائة. كما زاد حجم التمور الموجّهة إلى السوق الأمريكية بنسبة 123 بالمائة لتتحول من 4400 طن الموسم الفارط الى 10 الاف طن وارتفعت بدورها التمور المصدرة الى السوق الهولندية بنسبة ناهزت 20 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط . وفسّر بن سليمان هذا التطور بوصول التمور التونسية إلى 84 دولة أجنبية بدلا من 78 دولة خلال المواسم المنقضية اي بزيادة 6 أسواق جديدة منها نيجيريا والكامرون وغامبيا. وتحتل التمور التونسية المرتبة الخامسة دوليا على مستوى الكميات المصدرة، وتكتسي المنظومة أهمية ضمن الاقتصاد الوطني إذ تتمركز في المرتبة الثانية ضمن سلم صادرات المنتوجات الفلاحية بعد زيت الزيتون. وتعد غابات النخيل التونسي 6 ملايين أصل نخيل تنتج 62 بالمائة منها دقلة "النور" و38 بالمائة اصنافا اخرى من التمور. جدير بالإشارة أن تونس تنتج حوالي 200 نوع من التمور وهناك من يعدّها أكثر من ذلك، من أهمّها دقلة النور والفطيمي ولخوات والكنتة والعليق، وهي التي تجد إقبالا في الأسواق العالمية.أمّا بقية الأنواع فتروّج في السوق المحلية. وتصنّٓف دقلة النور الأفضل و الأجود من بينها ويقبل عليها المستهلكون بكثافة وخاصة في أوروبا. ورغم أنّ دقلة النور تنتجها عديد البلدان مثل الجزائر خاصة والولايات المتحدة بولايات كليفورنيا وتكساس وأريزونا وجنوب إفريقيا و فلسطين والمغرب إلا أنّ دقلة النور التونسيةوالجزائرية تبقى الأجود والأكثر جاذبية للأسواق العالمية. و تعتبر تونس من بين الدول العشر الأوائل المنتجة للتمور في العالم. ورغم أنّ تونس ليست أوّل منتج فإنّها مصنّفة أوّل مصدّر للتمور في العالم من حيث القيمة المالية وأول مزوّد لأوروبا. فقد أنتجت واحاتها حوالي 240 ألف طن في الموسم الماضي 2015 – 2016 (منها 182.250 ألف طن دقلة نور) صُدّر منها حوالي 108 آلاف طنّ مكّنت تونس من عائدات من العملة الصعبة قُدّرت ب 463.3 مليون دينار.