لا حديث ، منذ مطلع الأسبوع الجاري، سوى عن الإضراب العام الوطني صلب المؤسسات العمومية الذي يتجه الاتحاد العام التونسي للشغل إلى تنفيذه، مما أثار جدلا واسعا في صفوف التونسيين وأجج غضبهم، الأمر الذي خلق شكوكا حول تورط المنظمة الشغيلة في خدمة أجندات خارجية. وكان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، قد تطرق، في كلمة له، الى الحديث عن وجود اتفاق داخل مؤسسات الاتحاد لتنفيذ إضراب عام في القطاع العام. و برر الطبوبي ذلك ب”تعطل المفاوضات الاجتماعية لزيادة أجور القطاع العام، بالإضافة إلى ضرب الحكومة لمصداقية التفاوض من خلال اتخاذها لقرارات أحادية الجانب فيما يتعلق بإصلاح الوظيفة العمومية، متهمًا الحكومة التونسية ب»محاولة إضعاف القطاع العام وضربه، والسعي لبيع بعض مؤسساته”. و منذ انتشار الأنباء عن أرجحية توجه الاتحاد نحو تنفيذ اضراب عام، شن نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي هجوما معاكسا على اتحاد الشغل موجهين له اصابع الاتهام بالتواطؤ مع أطراف خارجية لتعطيل مؤسسات الدولة وبالتالي خلق أزمة في البلاد. وقد اكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الوضع الاقتصادي الراهن المتردي لا يحتمل اي اضراب عام من شأنه تعطيل مؤسسات الدولة في ظل ما تعيش على وقعه البلاد من أزمة اقتصادية ومالية خانقة. وفي هذا الصدد، دون الناشط السياسي لسعد البوعزيزي على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: ” على ذكر الإضراب العام المزمع قيامه من المليشيات التي تسيطر منذ 55 حتى اليوم على اتحاد الشيخ الفاضل بن عاشور وفرحات حشاد، للتاريخ: الاتحاد العام التونسي للشغل، واحد وعشرون سنة بعد 7 نوفمبر لم يقم بأي إضراب عام أو قطاعي، وحتى تلك الإضرابات القطاعية القليلة التي حدثت بدءًا من سنة 2008، فيُروى أن بن علي كان يغضب حين يقال له إن الاتحاد قد أضرب بيوم واحد، فيقول: ألم نتفق أن يقوم الاتحاد بإضراب بيومين لخصم جرايتهما، أي أنه كانت اضرابات تفتعلها القيادات ليدخر بن علي من خلالها أجور الموظفين، حتى أنه يذكر أن عبد الرحيم الزواري وفي حديث له سنة 2009 كان يقول: من حق الموظفين أن يقوموا بإضرابات، أما الإضرابات العامة فمنذ 56 حتى 14 جانفي 2011 ، فإنه لم يقم إلا بإضراب يتيم سنة 1978. بعد الثورة ننتظر أن يدرج الاتحاد العام التونسي للشغل في غينيس بعد أن حطم كل الأرقام القياسية من حيث عدد الإضرابات حتى صار بطل الإضرابات في العالم”. فيما دونت الناشطة لطيفة الوافي : “أذكر جيدًا في سبت بعد تولي الطبوبي الأمانة العامة للاتحاد أنني كنت هناك لشأن خاص وإذا بجلبة وحالة استنفار قصوى، وأنا في مكتب كتابة الطبوبي دخل وفد أمريكي يترأسه السفير ذاته. واضح أنها زيارة غير منتظرة أو هكذا فهمت. غادرت وإلى الآن وأنا أتساءل ترى ماذا جاء يفعل؟ مواقف هذه المنظمة تقول إن الاتحاد يتلقى هو أيضًا أوامره من السفارات. فقط أتساءل كم سفير جاء واشترط. وهل الاتحاد منظمة تونسية أم ماذا؟”.