عادت مؤشرات الأزمة السياسية الحاصلة في تونس في الأشهر الأخيرة بين نداء تونس ورئيس الحكومة يوسف الشاهد من جهة وبين يوسف الشاهد والإتحاد العام التونسي للشغل من جهة أخرى لتلقي بظلالها على المشهد خاصّة بعد قرار إقالة وزير الطاقة وحل الوزارة بسبب ماقالت رئاسة الحكومة أنه ملفات فساد في ملف الطاقة. بتنامي مؤشرات الأزمة السياسية بات رئيس الحكومة يوسف الشاهد في مرمى سهام قيادت نداء تونس والمركزية النقابية معا وقد تطوّر الأمر من المطالبة برحيله عن القصبة إلى التهديد والتخويف بتحركات “عقابية” أخرى يرى المتابعون للشأن العام في البلاد أنها تزيد من إرتفاع منسوب التوتر والإحتقان خاصّة وأن التهديدات تراوحت بين الإضراب العام والإنقلاب العسكري هذه المرّة. الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي الذي أكّد إقرار مبدأ الإضراب العام قبل أيام إنتقد ما اعتبره حملات شيطنة ممنهجة تستهدف المنظمة الشغيلة قائلا: "كلما قمنا بشن اضراب في قطاع ما الا وتم تجريمنا ونعتنا باتحاد الخراب". وعبّر الطبوبي في كلمة ألقاها لدى إشرافه على تظاهرة يوم العلم بسوسة عن استغرابه من المزايدة على الاتحاد في ممارسة حق الاضراب المكفول بالدستور مشيرا الى أن الأطراف التي تقف وراء هذه الحملات معروفة دون أن يسميها وبرر إقرار مبدأ الاضراب العام في المؤسسات العمومية بالوضع الدقيق الذي تمر به هذه المؤسسات مشيرا الى أن الإضرابات والاحتجاجات السلمية من مقومات الديمقراطية. وتابع قائلا: "نفس السمفونية واطلاق مصطلح اتحاد الخراب على المنظمة الشغيلة… كان يخطاكم الاتحاد توّة تشوفو آش يصير في تونس" نافيا في الوقت ذاته ما تم تداوله حول غلق مصنع "طوم" بمنوبة ومغادرة المستثمر تونس وأضاف الطبوبي أن المنظمة الشغيلة لن تبقى مكتوفة الايدي أمام ما وصفه ب"الاجرام الواقع في البلاد" مشيرا الى أن الاتحاد سيلعب دوره في اطار الضوابط الدستورية مشدّدا على أنه لن يتراجع كلّفه ذلك ما كلّفه. من جانبه اعتبر القيادي بحزب نداء تونس خالد شوكات ان بقاء حكومة يوسف الشاهد سيساهم في تعميق الأزمة التي تعصف بالبلاد ليتعفن الوضع أكثر ويزداد تعقيدا ولفت شوكات يوم الثلاثاء 4 سبتمبر 2018، الى ان مواصلة الحكومة سيؤدي الى تزايد الصراعات السياسية والضرب تحت الحزام والشعبوية والافلام البايخة. وتابع قائلا" وهذا لا يعني فقط الدفع بالوضع الاقتصادي نحو مزيد من الكارثية بل سيعني ايضا الدفع بالديمقراطية الى المجهول والفوضى ولا قدر الله الى الانقلاب العسكري والدفع بالدولة نحو المجهول.." وشدد شوكات على ان " جيشنا الوطني مؤسسة عظيمة وسبق ان عرضت عليه السلطة في 2011 و2013 عندما كانت ملقاة في الشارع لكن العقيدة العسكرية للجيش التونسي مختلفة وقد تعاطى مع الوضع بروح المسؤولية… لكن اذا واصلنا دفع بلادنا نتيجة استهتارنا ولامسؤوليتنا،وضحينا بدولتنا الوطنية المستقلة التي بناها الآباء والاجداد عبر العقود هل ستبقى مؤسساتنا تتفرج؟ طبعا لن تبقى تتفرج.. وهذا طبعا ما لا نرجوه ونرجو ان نتسلح بالحكمة والرشد وان نعود الى سواء السبيل".