من تسريب تسجيل صوتي للمدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي يطالب فيه بإقالة رئيس الحكومة يوسف الشاهد قبل سنة ونصف وصولا إلى قرار تجميد عضوية الشاهد في النداء أزمة سياسية خانقة تلت نزيف الإنشقاقات التي عصفت بنداء تونس إثر فوزه بالأكثرية البرلمانية في تشريعيات 2014 وفوز مؤسسه الباجي قائد السبسي برئاسيات نفس السنة. الأزمة السياسية التي تلقي بظلالها على المشهد التونسي بصفة عامة يظهر نداء تونس الحلقة الأضعف فيها بعد ما شهدهالحزبمن أزمات متتالية فشلت على إثرها محاولات التجميع والإصلاح حتى تلك التي تحاول قيادة الحزب القيام بها في الأيام الأخيرة لأسباب متعددة، أزمة خرج الحزبمجدّدا أكبر متضرر منها بعد أن إنهارت كتلته البرلمانية وتضاعفت عطالة قيادته السياسية عن المناورة. وفي حركة لافتة تظهر مدى الإنعكاسات السلبية للأزمة الأخيرة على نداء تونس دعت وزيرة السياحة والقيادية في الحزب سلمى اللومي ما أسمتها ب"كافّة القوات الوطنية والديمقراطية" -دون استبعاد أي طرف- إلى الوحدة والابتعاد عن مزيد الانقسامات، معربة عن قلقها "العميق" من الأوضاع الراهنة التي قالت إنّها تُمثّل حاضر تونس ومستقبلها. وأشارت اللومي، في تدوينة نشرتها على صفحتها الخاصة بشبكة التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، إلى "التحديات الاقتصادية والاجتماعية وخصوصا السياسية التي تمرّ بها البلاد، معتبرة أن "الأخطاء تتضاعف في حين أن بعض الأطراف تعتقد أنها تحمل مفاتيح الحلّ وحدها". وقالت "بداية الحل بسيطة وممكنة وعاجلة وتتمثل في نهج موحد وانفتاح الجميع على الجميع"، مضيفة "الانتظار والوضع الحالي يغرقون البلاد في أزمة ويجعلون التونسيين يعيشون حالة من اليأس". كما دعت الوزيرة الندائيين بغضّ النظر عن اختلاف مواقفهم إلى "التفكير مع البقية"، قائلة في هذا الصدد "انقسامنا يُعدّ لنهايتنا، وحدها الوحدة ستُنقذنا" وطالبت بإيقاف ما وصفته ب"الحرب بين الأشقاء" وفتح باب الحوار حتى في صورة وجود تناقضات.