من الجلي والواضح للجميع أن الأرضية التي تجثم عليها الجبهة الشعبية لم تظلّ ثابتة مستقرة، و لئن أٌسدلت الستائر في أكثر من مناسبة على المشاكل الداخلية للجبهة قبل أن يصدر عن نارها دخان ، فإن اللثام قد أُميط هذه المرة ليكشف عن شرخٍ عميق صلب الجبهة ويقسمها شقّين.. التصريحات والتصريحات المضادة بين كلّ من النائب عن الجبهة الشعبية منجي الرحوي و الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي مؤخرا خلقت عديد التساؤلات وردود الأفعال المتباينة على الساحة السياسية و الإعلامية رغم حرص الجبهة على عدم نشر غسيلها الداخلي خارج الإئتلاف .. حرب التصريحات لم تتوقف عند الرحوي والهمامي، بل أضحت نزاعا بين كل من حزب العمال وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد حول زعامة الجبهة الشعبية ومن ثم ضمان الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي خضم هذا الشأن، قال رئيس اللجنة المركزية لحزب الوطنيين الديمقراطيين محمد جمور، إن تغيير حمة الهمامي مبدأ متفق عليه ومطروح منذ فترة. وأشار إلى أن الجبهة الشعبية لا تعوّل على شخص واحد مهما كان هذا الشخص. في المقابل، دعا رئيس حزب «التيار الشعبي» زهير حمدي، إلى فتح نقاش هادئ بين قيادات الجبهة حتى لا يقع استغلال هذه الأزمة العارضة من قبل الأحزاب المنافسة. وأضاف أن تغيير المتحدث باسم الجبهة لا يكون إلا من خلال دعوة المجلس المركزي إلى اجتماع عاجل استثنائي للبت في هذا الأمر على أن يكون حق الترشح مكفولاً لجميع أعضاء المجلس، على حد تعبيره. جدير بالذكر أن القيادي في الجبهة الشعبية المنجي الرحوي المنتمي إلى حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، كان قد طالب ب”ضرورة إعادة هيكلة الجبهة وتغيير قيادتها” ممثلة في حمة الهمامي. واعتبر الرحوي أن “الجبهة مطالبة بالتطور، وفي حال بقائها على حالها فقد لا تحصل على عدد المقاعد التي فازت بها في الانتخابات البرلمانية الماضية”. ودعا إلى “ضرورة حسم المسألة التنظيمية داخل التحالف وتطوير هيكل الجبهة الشعبية”. كما شدد على “ضرورة تغيير الزعامة في الجبهة”، معتبرا أنها “لا تفي بالحاجة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظر إجراؤها خلال سنة 2019، إن بقيت على وضعها الحالي”.