رافق حوار رئيس الجمهوريّة مساء أمس, الاثنين 24 سبتمبر, انتظارات السّياسيّين وعامّة المواطنين, انتظارات طمحت لمبادرة الباجي, الذي عوّدنا بقلب الموازين واعادة توزيع الأوراق لحلّ الأزمات. وبالنّظر لتفاقم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي, علّق الجميع آمالا كبيرة على حوار السّبسي لعلّه يخرج تونس من عنق الزّجاجة. في حواره, أكّد رئيس الجمهوريّة, أنّ ظاهرة الاستقالات الحزبية غير مقتصرة على نداء تونس, والذي وصفه على حدّ تعبيره ب “ليس في لياقة بدنية جيدة"” و يعيش ازمة و اعتبر الباجي, أنّه يقف على نفس المسافة من الجميع مؤكدا أنّه غير راض على اداء النداء. واعتبر الباجي أنّه لم يتدخّل في الشأن الداخلي للحزب لأنّه لا يتحمل مسؤولية فيه, وأنّه رئيس لكل التونسيين. واعتبر السّبسي أنّه لا مجال للحديث الآن عن حكومة وحدة وطنية, مؤكّدا أنّه لا مشكلة له مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد و حيث قال “ما طلبته من رئيس الحكومة هو من باب النصيحة” . وشدّد السبسي أنّ نتيجة الأزمة والانقسام السياسي الحاصل في البلاد حاول تجميع القوى السياسية لأنّ تونس لا يمكن ان تنهض الّا باجتماع كل الفرقاء. وأضاف السبسي, أنّ دعوته رئيس الحكومة للتوجّه الى البرلمان غايته منها تجديد الشرعية واعادة الوحدة للمشهد السياسي. هذا وقد جدّد رئيس الجمهورية في حواره أمس, دعوته لرئيس الحكومة التوجه الى البرلمان خصوصا وأنّه يمتلك الأغلبية, بعد تشكيل الكتلة النّيابيّة الجديدة, نافيا نيّته لإعتماد الفصل 99. وفي علاقة بموقف الباجي من سياسات ابنه حافظ قائد السّبسي, المدير التّنفيذي لنداء تونس, أقرّ الباجي بعدم رضاه عن مردود الحزب ووضعه الحالي, خاصّة موجة الاستقالات التي عصفت بالحزب, وأضاف الباجي أنّه بصفته رئيس جمهوريّة وأب, ينصح حافظ بالانسحاب من رئاسة الحزب بشرف, وقال “المساترة خرجو بورقيبة من الحكم وينجمو يخرجوك”. هذا وقد أكّد الباجي قايد السبسي, أنّ العلاقة بينه وبين حركة النّهضة قد انقطعت بطلب وسعي من حركة النهضة, وأشار الباجي الى أنّ سياسة التّوافق مع النّهضة انتهت وأنّه يعمل على إعادة قنوات التّواصل مع زعيمها راشد الغنوشي, حيث أشاد بعلاقته براشد الغنوشي التي بدأت منذ 15 أوت 2013. كما شدّد الباجي قايد السبسي على ضرورة تغيير الدستور, وأكّد أنّه لن يقوم بتعديل الدستور وانّما يوصي بتعديله بعد انتخابات 2019 لما اعتبره من اختلال في النّظام السياسي, حيث أنّ السّلطة مجتمعة بيد رئيس الحكومة المعيّن في حين أنّ الرئيس المنتخب لا يتمتع بالصّلاحيات الكافية, وطالب رئيس الجمهورية بتغيير النّظام الانتخابي و منع السياحة البرلمانية . من جهة أخرى, أشاد السبسي بدور الاتحاد العام التونسي للشغل, وأوضح أنّ الاتّحاد منظمة وطنية هامة في البلاد وأنّه يسانده في مطالبه العادلة, مؤكدا أنّ التهديد بالاضراب العام لا يعني الذّهاب في الاضراب, وفي ختام حواره دعى السّبسي الى الحوار مع الاتحاد وكلّ مكوّنات المشهد السياسي والاقتصادي في تونس لتكثيف الجهود والنّهوض بالوضع. في المجمل, قدّم رئيس الجمهوريّة مجموعة من النّصائح لحزبه ونجله حافظ ورئيس الحكومة يوسف الشّاهد, في ظلّ غياب الاتّفاق حول مبادرة سياسيّة لحلّ الأزمة, وهذا ما أشار اليه الباجي بتحويل ملفّ مصير الحكومة الى قرار الشّاهد واجراءات البرلمان.