تحدّث بنوا دالما مراسل صحيفة “لوبوان ” الفرنسية عن الهجمات التي وصفها بالقوية التي تتعرّض لها حركة النهضة نتيجة إنضباطها و تحكمها في الاجندات السياسية في تونس حيث وصفها بصانعة الملوك وقلب الطيف السياسي وعاد الصحفي الفرنسي علي الندوة الصحفية التي عقدتها الجبهة الشعبية يوم 2 اكتوبر الجاري و اتهمت عبرها حركة النهضة بالوقوف وراء اغتيالي الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي سنة 2013 معتبرا كل هذا تواصلا للإحتقان السياسي الذي تعرفه تونس و الذي سينعكس علي انتخابات 2019 لا سيما ان كتلة النهضة هي الاولي في البرلمان ب68 نائبا علاوة علي فوزها برئاسة 130 بلدية من اصل 350 بلدية بعد الانتخابات المحلية في ماي الفارط . و تحدث المقال عن التغييرات الجوهرية و الاخاديد العميقة التي حفرتها نتائج انتخابات 2014 بعد صراع سياسي بين الاسلاميين و التقدميين و التحالف الذي تلا ذلك بمقتضي مخرجات لقاء الشيخين في فندق رافاييل في باريس في اوت 2013 و هو اتفاق اغضب قواعد الحزبين و تضرر حركة نداء تونس من هذا التوافق بفقدانها ل73% من خزانه الانتخابي في محطة الانتخابات البلدية و هو ما دفع برئيس الجمهورية الي فض توافقه مع حركة النهضة منذ اسابيع. و سلط بنوا دالما الضوء علي الفرق بين إنضباط حركة النهضة و إلتزام قياداتها و رصانتهم الامر الذي جعل الكتلة النيابية للإسلاميين تتصدر الخارطة البرلمانية بعد ان كانت الكتلة الثانية خلف نداء تونس الذي دخل في فوضي هيكلية و إحتراب سياسي داخلي افقد كتلته النيابية نصف عددها بسبب الصراع بين المدير التنفيذي للحزب حافظ قايد السبسي نجل رئيس الجمهورية و حاشيته من جهة و بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد من جهة اخري. و اضاف المقال ان هذا الانشقاق الذي ضرب حركة نداء تونس جعلت من حركة النهضة المؤهل الابرز للفوز بالإنتخابات القادمة وسط غياب مشاريع سياسية تقدمية وازنة و هو ما تأكد من خلال نتائج الانتخابات البلدية حيث شاركت حركة النهضة في كل الدوائر الانتخابية في مرحلة اولي ثم الفوز و السيطرة علي بلديات الحواضر من تونس العاصمة إلي صفاقس فالقيروان و قابس و باجة و غيرهم و هنا تمكن الاسلاميون من التغلغل في كل البلاد من شمالها الي جنوبها بعد ان كان تمددها اقاليمي في مرحلة سابقة اقتصر بدرجة كبيرة علي الجنوب و خاصة الشرقي منه مع تواجد نسبي في وسط البلاد كما ساهم الاسلاميون خلال 4 سنوات من مشاركتهم في حكومتي ما بعد 2014 من التحكم في القرارات و القوانين تحت قبة البرلمان فلا حكومة قادرة علي الصمود دون دعم مونبليزير و هو ما تأكد بدعم النهضة لحكومة يوسف الشاهد رغم محاولات الجميع اسقاطها. و استدرك الصحفي الفرنسي بإعتبار ان عديد العوامل تقف ضد حركة النهضة من بينها الفشل الاقتصادي و إحمرار كل المؤشرات و إنزلاق الدينار و ارتفاع التضخم و المديونية علاوة علي تربص بعض الدول الخليجية بالإسلاميين في كل الدول العربية. و ختم بنوا دالما مقاله بالإشارة الي ان حركة النهضة تلعب دور الملوك بقاعدتها الانتخابية التي تمثل 30% من الجسم الإنتخابي لكنها غير قادرة علي الحكم بمفردها كما لا يمكن لأي طرف سياسي اخر ان يحكم دونها فتونس بحاجة إلي الإستقرار السياسي و من الأفضل لحكامها العودة إلي التوافق. المصدر :موقع “باب نات “