قال عالم الاجتماع الدكتور محمود الذوادي إن قمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية هي امتداد للاستعمار لشعوب مؤكدا أن فرنسا تواصل استعمال هذه المنظمة من أجل الاستعمار الثقافي للدول الأعضاء ومن بينهم تونس. وأكد الذوادي في تصريح ل”الشاهد” أن فرنسا تدفع مبالغ كبيرة من أجل مواصلة الغزو الثقافي ونشر اللغة والثقافة الفرنسية مبينا أن هذا الأمر قد يكون مقبولا في دول “إفريقيا السوداء” التي لا تمتلك لغة وطنية ولكن هذا أمر مرفوض وغير مقبول بالنسبة لدولة مثل تونس تملك لغة رسمية وهوية قائمة. وأضاف الذوادي أن قائد السبسي ومنذ توليه لم يتخذ أي قرار لصالح اللغة العربية في البلاد بما يدعم هوية البلاد مبينا أن اللغة العربية أصبت لغة ثانوية ولم تعد لها المكانة المرموقة. وأضاف الذوادي أن تراجع اللغة العربية ليست مسألة نخب سياسية فقط بل هي مسألة المجتمع الذي تراجع عن لغته ولا يملك الوعي بأهمية وجود لغته العربية بل أصبح قابلا للفرنكوفونية دون أن يشعر بذلك. وقال الذوادي إن النساء أكثر قابلية لاستعمال اللغة الفرنسية واللغات الأجنبية وهذا أمر خطير لأن المرأة هي المسؤولة أكثر من الرجل على تربية الأطفال والاهتمام بهم وهو ما يجعلهم عرضة للابتعاد عن لغتهم الأصلية من الصغر. وأضاف أن هنالك دعوات لاستعمال اللغة الدارجة وهذا أمر خطير جدا لأنه سيصبح تسويقا للغة الفرنسية ويمثل خدمة غير مباشرة للفرنكفونية لأن جزءا مهما من الشعب يستعمل بعض الكلمات الفرنسية في اللغة الدارجة. وبين الذوادي أن تدعيم اللغة يرتكزا أساسا على 4 بنود لميثاق اللغة و”هي استعمال اللغة بين الأفراد في كل الشؤون الشخصية والجماعية وكذلك استعمالهم لها فقط بينهم في الكتابة إضافة إلى المعرفة الوافية للغة والمتمثلة في معرفة معاني مفرداتها والإلمام بقواعدها النحوية والصرفية والإملائية ونسج علاقة سليمة تفاعلية بين هذه العناصر في علاقة حميمية”. وبين الذوادي أنه في كندا وفي إقليم الكيباك بالذات وعندما أرادوا القيام ب”الثورة الهادئة” في كل المجالات بدؤوا باللغة وفرضوا ضرورة احترام اللغة الفرنسية في كل المجالات وهي اللغة الرسمية في الإقليم رغم وجود أقلية تتكلم اللغة الإنقليزية.