أثار تصريح رئيس الجمهوريّة الباجي قائد السّبسي، حول العمليّة الارهابيّة الأخيرة، التي جدّت في شارع الحبيب بورقيبة يوم الاثنين 29 أكتوبر 2018، حيث قال الباجي، “ما حدث فاجعة لأنّه في الحقيقة كنا نعتقد أننا قضينا على الإرهاب، أتمنى أن لا يقضي علينا الإرهاب”. وتعليقا على تصريح الباجي، قال الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي، لدى حضوره مساء أمس الثلاثاء احدى البرامج التلفزيّة، "لطالما أتحف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي التونسيين بتصريحاته"، واستحضر في هذا الصدد قول قائد السبسي عقب العملية الإرهابية التي استهدفت نزلا بسوسة سنة 2015 "لا قدّر الله اذا تتعاود عملية إرهابية أخرى الدولة تنهار". واعتبر الشواشي، أنّ "في تعليق رئيس الجمهورية على العملية الإرهابية التي نفّذتها انتحارية بشارع الحبيب بورقيبة أول أمس الإثنين إشارة إلى إمكانية عدم انتصار الدولة على الإرهاب"، وأكّد الشواشي، أنّ "هذه رسائل سلبية جدّا ومن المفترض أن يكون قائد السبسي رئيسا لكل التونسيين وأن يكمن دوره في الرفع من معنويات أفراد الشعب عموما والأمنيين خصوصا". لكنّ النّاطقة باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش، ردّت في تصريح اذاعي، بأنّ تصريح رئيس الدّولة الباجي قايد السّبسي، كان واضحا ومترابطا. و أوضحت قراش، أنّه تمّ اقتطاع الجملة من سياقها الأساسي، مبيّنة أنّ قايد السّبسي يقصد أنّ هناك عمليّة إرهابيّة و رغم تحقيق انجازات و اعتقادنا أنّه تمّ دحر الإرهاب و حصره في الجبال لكن عودة التّوتر للمناخ السّياسي بإمكانها جعلنا عرضة للعمليات الإرهابية. في المقابل، وصف التّعامل الحكومي مع الحادثة الارهابيّة الأخيرة بالمتوازن والسّريع. وشهدت وزارة الدّاخليّة خلال هذه الحادثة، انضباطا على مستوى التصريح بالمعطيات والمستجدّات حول تفاصيل الجريمة، حيث اكتفى وزير الدّاخليّة والناطق الرسمي باسم الوزارة، بوضع الجريمة في اطارها، واعتبر الفراتي أنّ العمليّة معزولة مما يلمّح إلى إلمام الدّاخليّة بتفاصيل الحادثة وحسن ادارتها للملف عبر التكتّم حتى استكمال الأبحاث. وقد وصف رئيس الحكومة يوسف الشّاهد، العمليّة الارهابيّة بالحادثة المعزولة، وطمأن التّونسيّين بالاشارة إلى أنّ المحاولة باءت بالفشل، وأنّ أمن البلاد والمواطنين محفوظ، وجاء ذلك على خلاف تصريح قائد السبسي الذي وصفه مراقبون بغير المطمئن. ويبدو أنّ التجاذبات السياسيّة خلال الفترة الرّاهنة كان لها تأثيرها الواضح في مضامين التّصريحات الصّادرة عن القادة السّياسيّين، وذلك ماورد بوضوح في تصريح رئيس الجمهوريّة، عندما قال إنّ “المناخ السياسي والظروف في تونس سيئة لأننا منشغلون بمن يجلس على الكرسي والمنصب، وبهذا الحزب أو ذاك، لكن أعتقد أن هذا الحادث يذكرنا بالمشكلات الحقيقية التي تعيشها تونس”. وهو يشير بذلك إلى الأزمة السياسيّة القادمة، متبرّئا من مسؤوليّته الشخصيّة عن التّجاذبات القائمة.