وصف الصّحفي الفرنسي نيكولا بو، صاحب موقع “موند أفريك” تعيين التونسي اليهودي روني الطرابلسي على رأس وزارة السياحة التونسيّة ب”الحسابات البائسة” ليوسف الشاهد للترويج لنفسه أمام الرأي العام الغربي. وفي مقال بعنوان “الموقف الحداثي ليوسف الشّاهد”، اعتبر الكاتب تعيين روني وزيرا محاولة ل”دفن الثورة التونسيّة”، باعتبار رجل الأعمال المذكور، كان من المؤيّدين لنظام المخلوع، حسب الموقع الفرنسي. وقال نيكولا بو إنّ قرار رئيس الحكومة يوسف الشّاهد، إضافة روني للفريق الحكومي، غير موفّق باعتبار الأخير كان معروفا بمساندته للرئيس السابق زين العابدين بن علي، حسب تعبيره. كما نشر الصحفي الفرنسي شريط فيديو تحت عنوان “عندما كان روني الطرابلسي مساندا لبن علي”، يظهر فيه رجل الأعمال، خلال إحدى احتفالات تظاهرة الغريبة بحضور وزير السياحة الأسبق، خليل العجيمي. ومن خلال العنوان يتبين أنّ نيكولا بو يستدل بمحتوى التسجيل لتأكيد موقفه من روني الطرابلسي. لكن المحتوى لم يكن دليلا على ادعاءات نيكولا، حيث يظهر روني وهو يدلي بتصريح صحفي يثني فيه على دور الدّولة التونسيّة في تنظيم تظاهرة الغريبة، وذكر أنّ بن علي كان قريبا من الطائفة اليهودية في جربة، مثمّنا الجهود الأمنية لتأمين التّظاهرة على أحسن وجه، وشدّد أيضا على دور الحاخام الفرنسي الأكبر جوزيف سيتروك، الذي وصفه ب”الرجل العظيم” الذي قدم إلى تونس ليشهد موسم الغريبة ويُساهم في إنجاحه. ولم يتضمن تصريح الطرابلسي أي عبارات دعم وتأييد لبن علي، مثلما ادّعى “بو”. ويثير التحامل، غير المبرر، لصاحب موقع “موند أفريك”، التساؤلات حول دوافعه، خاصة وأنّ موقفه يأتي في ظرف تشهد فيه تونس تجاذبات حادة حول التحوير الوزاري، إضافة إلى مساعي بعض النشطاء إلى تقديم طعون إدارية وقضائية ضد تعيين روني الطرابلسي. حيث لم يكن نيكولا بو بمنأى عن التدخل في التجاذبات السياسية التونسية خلال عدة مناسبات بعد الثورة، فقد ساهم مثلا في حملة ضد حركة النهضة سنة 2013 يتهمها بإقامة معسكرات تدريب على السلاح في الجنوب التونسي. كما نشر في جوان الماضي، إثر إقالة وزير الداخلية لطفي براهم مقالا اتهمه فيه بالإعداد لمحاولة انقلاب بالتعاون مع جهات أجنبية اجتمع بها الوزير سرّا في جربة، حسب زعم الصحفي الفرنسي. ومن المثير للسخرية، أنّ نيكولا بو أظهر بكتاباته حرصا، في غير محله، على “تحصين الثورة التونسية”، في الوقت الذي رحّب فيه كثيرون بتعيين وزير يهودي عبّر عن تسامح التونسيين وتعايشهم بمختلف دياناتهم. جدير بالذكر أنّ وزير الداخلية السابق لطفي براهم كان قد رفع دعوى قضائية ضد نيكولا بو أمام محكمة فرنسية، طالب فيها بإدانته وتغريمه بمبلغ 500 ألف أورو.