دخل حوالي 650 ألف موظف حكومي في إضراب عام وطني، اليوم الخميس، في تصعيد احتجاجي غير مسبوق من الاتحاد العام التونسي للشغل ،و تباينت أراء و مواقف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” بين مدح هذه الخطوة باعتبارها انتصارا للطبقة الشغيلة و بين من حذر من تداعيات هذا التوجه و اثاره الوخيمة على الاقتصاد التونسي . و كتب احد النشطاء :”رسميا اتحاد الشغل يعلن اضرابا لمدة يومين!!لماذا برايكم!! هل من اجل عدم التفويت في المؤسسات العمومية !!من اجل توظفين الجامعيين الذين يمتلكون شهادات جامعية افضل من الطبوبي وزمرة الاتحاد!!هل ضد غلاء المعيشة!!هل ضد الفساد الحكومي! فقط “من اجل الزيادة في الشهرية بينما مئات الالاف من التونسيين يعانون البطالة ويتمنون التوظيف! وبعد ذلك يدعون الوطنية ويبدعون في الكذب باسم حشاد” () و كتب جمال بركات : “يوم الاضراب العام يتكلف على الدولة 150 مليار من المليمات فهل هذا سيحل ازمة غلاء المعيشة ام يعمقها.” و كتب سراج بن جمعة : ” لفائدة من يعمل الاتحاد؟ هل أصبح لمن يدفع اكثر؟مسكينة تونس ضاعت بين عصابات الفساد”. و كتب يوسف عزديني “يوم الخميس اضراب للوظيفة العمومية و ليس اضراب الطبوبي او المركزية فاما أن تكون مع الطبقة الشغيلة أو مع الحكومة. أمّا المحلل السياسي عادل السمعلي فكتب “الفرح والابتهاج لاضراب عام في دولة منهارة اقتصاديا من علامات التخلف الحضاري” و كتب المحامي سيف الدين مخلوف : من يتوّهم بأن الإضراب العام نابع من القواعد العمّالية وسيحل مشاكلنا الاقتصادية .. فهو إما بسيط الفهم .. أو ساذج .. الإضراب العام محاولة من لوبيات الفساد والعمالة للثأر من يوسف الشاهد بعد أن تمرّد على أعوانهم في قصر قرطاج .. وبعد أن أحس المسؤول الكبير بأن الأمور قد بدأت تخرج من يده .. اللوبيات فهمت أن أعوانها في القصر لم يعودوا ماسكين بالقرار السياسي.. فأمرت بكل بساطة أعوانها في الاتحاد بمعاقبة الحكومة على تمرّدها .. وأمرت أعوانها في الأحزاب الهامشية .. بدعم هذا الإضراب والترويج له .. وأمرت أعوانها في بلاتوات الحقد ووجوه الشر .. بالتطبيل لشجاعة الاتحاد وقدرته على تحقيق ما عجز عنه الانقلابيّون والأحزاب .. هذا هو الموضوع بكل بساطة .. المصيبة أن قسما من الشغيلة ماشي في بالهم الإضراب باش يجيبلهم .. الفلوس” و كتبت حنان يوسف “عاش الاتحاد ولا ولاء الا لتونس شعار اليوم : كرامة حرية سيادة وطنية …وهذا الاضراب للناس الكل للشعب للزوالي هذه ثورة البطون الخاوي”. أمّا وسام الرياحي فكتب “ظاهرة مسيسة الحكاية هذي من خطاباتكم ظاهرة .. !! قلو الموظف شهريتو ما تشدتوش جمعة .. فما عباد عايشة بمنحة متاع إعاقة 150 dt و فما اللي عايش بشيخوخة .. و الباقين شنقوا رواحهم في الزيتيون من جرتكم .. الله لا تربحكم انتم و كل واحد مساندكز” و كتب محمد “يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي هؤلاء هم عصابة الأفاكين!!؟؟لا يخدعوكم كانوا في مواقع عملكم وفوتوا الفرصة على اعداء وطنكم.” و كتب حسن السعيدي “عاش عاش الاتحاد اكبر قوة في لبلاد” و في صفحته الرسمية شكر اتحاد الشغل المنظمات و الاحزاب التي ساندت خطوة الاضراب قائلا “شكرا فقط لكل الاحزاب والنواب الذين ساندوا المطالب الشرعية للاعوان العموميين ..شكرا للمنظمات والجمعيات والنقابات المهنية والشخصيات الوطنية التي وقفت مع الاتحاد..الشغّالون لن ينسوا من وقف ضدّ حقوقهم..” و يُلاحظ المتابع للصفحة الرسمية لاتحاد الشغل شبه غياب لاراء و مواقف القواعد النقابية المناصرة للإضراب ، بل هناك اجماع شبه كلّي من قبل متابع الصفحة على ما قد يعكسه هذا الاضراب على اقتصاد البلاد خاصة و ان أجور الموظفيين العموميين تساوي ثلاثة أضعاف أجور العاملين في القطاع الخاص .