اختتام اشغال "تيكاد9" باليابان وهذه أبرز المخرجات..    إعفاءات في سلك الكتاب العامين والمعتمدين بقرار من وزير الداخلية    استعدادات ولاية تونس لموسم الأمطار: جلسة تنسيقية لتفادي الكوارث ومجابهتها    كندا تلغي رسومًا جمركية على السلع الأمريكية    ترامب يعيّن أحد أبرز مساعديه في البيت الأبيض سفيراً لدى الهند    عمرو موسى: تركيا أكثر خطرا من إيران لهذه الأسباب    وزير الدفاع الإيراني: أنشأنا بنية تحتية للصناعة الدفاعية ومصانع أسلحة في بعض الدول    معز الشرقي يخوض اليوم نهائي دورة التحدي للتنس باليونان    الليغا: برشلونة يتمسك بالصدارة أمام ليفانتي    بطولة كرة اليد: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الافتتاحية    الرابطة المحترفة 1 : البرنامج الجديد لمقابلات الجولة الرابعة    ترامب يكشف عن موعد كأس العالم 2026    عاجل/ العثور على رضيعة حديثة الولادة في الطريق العام بهذه الجهة    باب سويقة: الإطاحة بمنحرف خطير محل 14 منشور تفتيش    كيف ستكون حالة الطقس اليوم السبت ؟    حظك اليوم 23 أوت 2025 : يوم من الفرص والاكتشافات بانتظارك    فانس: مداهمة منزل بولتون ليست "انتقاما سياسيا"    تونس: أكثر من 270 تحرّكًا بيئيًا خلال النصف الأول من 2025    جلسة عمل في مقر وزارة السياحة للاعداد للدورة الثانية للصالون الدولي للسياحة الواحية والصحراوية    عاجل/ والي سوسة يدعو لفتح بحث إداري في هذا المرفق العمومي    عاجل/ جيش الإحتلال يستعد لهجوم واسع في غزة وإجلاء نحو مليون فلسطيني    تحطم طائرة حربية أوكرانية ومصرع طيارها    عاجل/ أمطار غزيرة ورياح قوية بهذه الولايات بعد ظهر اليوم    عاجل/ درجات الحرارة تتجاوز المعدلات العادية خلال الأسبوع المقبل    بسبب "التهكّم على ماكرون": فرنسا تستدعي السفيرة الايطالية.. #خبر_عاجل    لا تخلطها مع دواء القلب.. 7 أطعمة قد تعرضك للخطر    الو بلدية: المتلوي: السكان يتذمرون من حرق الفضلات بحيي المزيرعة والعصري    مع المتقاعدين ..محمد ساسي (معلم متقاعد).. ..أجمل ما يعيشه المربّي.. تكريمه من قبل تلامذته    دوز : ندوة فكرية حول الإعلام الجمعياتي الواقع والتحديات    استراحة صيفية    قفصة: مهرجان ماجوراء لإحياء التراث بسيدي سالم: معارض..فروسية وعروض تنشيطية    صيف وموهبة: فرحات التواتي (المحاسن (دقاش): شاب متعدد المواهب رغم صعوبة ايجاد شغل    تحذيرات من كارثة وشيكة في تركيا    ديوان الحبوب يُرخص في مقايضة الحبوب بالبذور إلى غاية ديسمبر 2025    تاريخ الخيانات السياسية (54) .. تمرّد البريديين(2)    بعد عودتها لحسام حبيب.. محامي شيرين يستغيث بالحكومة لإنقاذها    حتى لا يُباع تاريخهم على الأرصفة... فنانو مصر يحمون إرثهم    عاجل/ محافظ البنك المركزي:مستعدّون لاتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق استقرار الاسعار    مدنين: أكبر رحلة لأبناء تونس بالخارج تغادر مساء اليوم ميناء جرجيس نحو مرسيليا بفرنسا وعلى متنها 2450 مسافرا و610 سيارات    عادة يومية الإلتزام بها كفيل بإطالة العُمر    عاجل : رصد هلال شهر ربيع الأول 1447 ه غدا السبت    الخميرة على الريق...هل تساعد على فقدان الوزن؟    أيهما أفضل لعظام الأطفال- الحليب أم السمسم؟    عاجل/ هذا موعد المولد النبوي الشريف فلكيا..    موعدُ رصد هلال شهر ربيع الأوّل..    هام/ هذه نسبة امتلاء السدود إلى غاية يوم 15 أوت الجاري..    تراجع فائض الميزان التجاري لمنتوجات الصيد البحري ب61,8% في النصف الأول من 2025    صابة التفاح في القصرين ترتفع الى 62 ألف طن..#خبر_عاجل    عاجل : طليقة وائل الكفوري تثير الجدل بهذه الرسالة    بالفيديو: إليك كلّ مراحل تسجيل طفلك بقسم التحضيري    تونس تختتم مشاركتها في بطولة إفريقيا لرفع الأثقال برصيد 30 ميدالية    استعدادا لمونديال الفليبين 2025 - المنتخب التونسي للكرة الطائرة يجدد فوزه وديا على نظيره الليبي    مونديال تحت 17 عاما - احمد الذويوي يمثل التحكيم التونسي    عاجل : الديوانة تحجز 13 كغ من الذهب: ضربات قوية ضد التهريب في تونس    أحلام للتونسيين :''رجعني الحنين لأول مسرح ركح قرطاج نحبكم برشا وحسيت اني بين اهلي وفي بلادي''    حادث مرور مأساوي بطريق الهوارية: وفاة أب وابنتيه    قيس سعيد: الاستعجالي للجميع...دون إجراءات مسبقة    وزارة الثقافة تنعى مدير التصوير والمخرج أحمد بنيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تَقارب الجَبهَة والنّدَاء.. التقاء مَصالح وسياسة “قَطع الطَّريق”
نشر في الشاهد يوم 30 - 11 - 2018

تعيش السّاحة السياسيّة في تونس على وقع تقلّبات في المواقف ومقاربات بين الأضداد، فأصبحت كلّ التحالفات ممكنة، ولئن استغرب الكثيرون تحالف نداء تونس والجبهة الشّعبيّة سابقًا، فإنّ تجربة ما بعد الثّورة أكّدت أنّ التّوافق المؤقت بين الطّرفين ممكن وفي غاية السّلاسة.
فقد التقت الجبهة الشّعبيّة مع نداء تونس وتشابكت معه تنظيميّا في جبهة الانقاذ، ومنشطيّا في اعتصام الرّحيل الذي عُرف باعتصام “الرّوز بالفاكهة”، ورفع الطّرفان شعارات موحّدة، فكدنا لا نُفرّق بين الرّفيق والنّدائي. وفي تلك المرحلة استمدّ نداء تونس جزءً كبير من شرعيّته، بعد أن كان متّهما منذ نشأته باستنساخ “التّجمّع”، ومثّلت الجبهة هنا مبيّضًا فعّالا في الصدد.
وتاريخيّا، لطالما اقترب وتداخل اليسار و”التّجمّع” المنحل، في معاداة النّهضة ولئن لم ينخرط أغلب قياديي ومناضلي الجبهة الشعبيّة في هذا المسار، فإنّ رموزا تاريخيّة يساريّة انخرطت. وتواصلت سياسة التّقارب بعد الثّورة، خلال نشأة نداء تونس، فقد انضمت للنداء العديد من وجوه أقصى اليسار على غرار طاهر بن حسين، العضو السابق ببرسبكتيف، ومصطفى التواتي رئيس حزب القوى التقدمية، ومحسن مرزوق القيادي السابق بتيار الوطن الماركسي، وبشرى بلحاج حميدة أحد قيادات اليسار الطلابي في بداية الثمانينات، ولزهر العكرمي أحد أجنحة الوطد، و نورالدين بن تيشة الذي كان منتميا لاتحاد الشباب الشيوعي.
وها قد شاءت الصّدفة أن تجتمع خطوات الجبهة الشّعبيّة ونداء تونس في مرحلة أخرى من تاريخ تونس الحديث، بعد اعلان انتهاء التوافق بين حركة النّهضة ونداء تونس ممثّلا في رئيس الجمهوريّة الباجي قائد السّبسي، واعلان السّبسي الابن انضمام نداء تونس إلى المعارضة، فتوحّدت الرّؤى والشّعارات على شاكلة توحّدها في اعتصام “الرّحيل”، وشاءت الصّدف أيضا أن تطفو على السّطح ملفّات الغرف السّوداء ومخطّطات الانقلاب.
وتزامنا مع سيناريو الغرفة السوداء حسب رواية الجبهة الشعبيّة، انخرط نداء تونس في السّياق ذاته، عبر اتّهام أمينه العام سليم الرّياحي، رئيس الحكومة وقيادات مقرّبة منه بالتّخطيط إلى انقلاب “ناعم”، حيث اكتفت الجبهة الشّعبيّة بالمتابعة وعدم التّعليق لتقارب الأهداف بينها وبين النّداء، وهذا ما كَشَفه بلاغ رئاسة الحكومة، حول استضافة رئيس الجمهوريّة الباجي قائد السبسي، هيئة الدّفاع، وتسلّمه معطيات تدين طرفَا سياسيّا في عمليّتي اغتيال الشّهيدين شكري بالعيد ومحمّد البراهمي، والذي يحيلنا على استرجاع تحالف قديم بين الجبهة والباجي ضمن استراتيجيّة قطع الطّريق، التي مُورست ضدّ منصف المرزوقي سابقا، ويبدو أنّها تُمارس حول الشّاهد اليوم.
ولكن، نداء تونس مارس الحكم طيلة 4 سنوات تمكّن فيها من التموقع داخل السّلطة والنّفوذ ولم يختر التحالف مع الجبهة بعد وصوله إلى السّلطة في 2014، وعاد التواصل معها بعد النّزول من الحكم إلى المعارضة وفي ظلّ تبنّي النّداء لسياسة الصّدام فإنّ الجبهة خير رفيق وواجهة للتصادم، خاصّة وأنّها لا تَطمح للحكم. فهل فوّتت الجبهة الشعبيّة على نفسها فرصة تاريخيّة لبناء جسم متجدّد وتطوير خطابها بعيدا عن الصّراعات والايديولوجية الموروثة، التي دخلت متاحف التّاريخ، والمصالحة مع هويّة تونس التي يتعايش فيها الجميع؟
أم أنّ الرفاق لا يزالون يحنّون إلى مرحلة ما بعد انتخابات أفريل 1989 التي أظهرت بجلاء الحجم الكبير لشعبية حركة النهضة، فواجهها النظام بالقمع البوليسي، واليسار الماركسي بتقارير الوشاية الإعلامية وافتعال الأشرطة الفاضحة والتحريض الإيديولوجي والمساندة الثقافية وتوفير الأدوات الفكرية والنظرية لحزب التجمع الفاقد للمرجعية؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.