تحولت حكومة يوسف الشاهد بحكم المشاكل المتواترة إلى حكومة “إطفاء الحرائق” فما إن تُطفئ نارا حتّى تندلع أخرى وما إن تنتهي مشكلة حتّى تنبثق أخرى. وبين هذا وذاك وجدت الحكومة نفسها في سباق مع الزّمن ، فترة هي الأصعب في سنة 2018 من حيث تعدد المشاكل وتواترها. ودعا اتحاد الأساتذة الباحثين والجامعيين “إجابة” خلال وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالي في العاصمة اليوم الأربعاء 12 ديسمبر 2018، الوزارة إلى تحسين الوضعية المادية للأساتذة الجامعيين وفتح باب الانتدابات في ظل وجود 4 آلاف دكتور عاطل عن العمل. وأكّد عبد القادر بوسلامة عضو المكتب التنفيذي لنقابة “إجابة” في تصريح لموزاييك أنّ الأساتذة الجامعيين لن يسلّموا الامتحانات للطلبة في شهر جانفي إذا تواصلت ما وصفها ب”سياسة التسويف والمماطلة” من قبل الوزارة، وفق قوله. وغير بعيد عن مشاكل التعليم العالي عرف التعليم الثانوي هو الآخر مشاكل من هذا النوع، واتجه الأساتذة والمدرسون الأسبوع الماضي نحو تعليق الامتحانات مقابل تفعيل مطالبهم المتمثلة أساسا في تحسين ظروف العمل في المؤسسات التعليمية. ودعت نقابة التعليم الثانوي المدرسين إلى تنظيم يوم غضب اليوم الأربعاء رداً على فشل جلسة مفاوضات مع الحكومة لاحتواء أزمة القطاع. وطالبت الجامعة العامة للتعليم الثانوي منظوريها إلى الخروج في مسيرات غضب في الجهات انطلاقاً من مقرات مديريات التعليم باتجاه مقرات السيادة. وتأتي هذه الدعوة إثر فشل جلسة مفاوضات بين الأمين العام للنقابة المركزية نور الدين الطبوبي وممثلين عن الحكومة أمس الأول الإثنين. وقالت جامعة التعليم الثانوي في بيان لها إن “مقترحات الحكومة كانت هزيلة وفيها تراجع كبير عما تم الاتفاق حوله في جلسات سابقة” واتهمت الحكومة “بالمماطلة والتسويف”. ويطالب المدرسون بصورة أساسية بزيادات في المنح الخاصة وتفعيل الترقيات المهنية وتحسين ظروف العمل في المؤسسات التعليمية، وهي مطالب يدور بشأنها خلافات للعام الثالث على التوالي تخللتها إضرابات، أدت إلى اضطرابات متكررة للموسم الدراسي. وكان الاتحاد العام التونسي للشغل نفذ يوم 22 نوفمبر الماضي إضراباً عاماً في الوظيفة العمومية، شمل أكثر من 650 ألف موظف إثر تعثر المفاوضات لرفع الأجور كما يستعد لإضراب ثان يوم 17 من شهر جانفي. و يتنبّأ المراقبون بشتاء ساخن من حيث التحركات الشعبية و المطالب الاجتماعية المتأجّجة و لكن يبقى المتضرّر اكبر من هذه الأزمات هم التلاميذ و الطلبة الذين وجدوا انفسهم وقودا لمعارك النقابيين و الساسة ما يُهدّد مستقبلهم المدرسي و الجامعي