أعادت العملية الإرهابية التي وقعت أمس الجمعة 14 ديسمبر 2018 في مدينة سبيبة من ولاية القصرين وأسفرت عن السطو على بنك والاستحواذ على مبلغ قيمته 320 ألف دينار، واغتيال الشهيد خالد الغزلاني، شبح العمليات الإرهابية التي ما يكاد التونسيون ينسون صداها حتى تفاجئهم بإيقاع ضحايا جدد. لكن عزاء الشعب التونسي في هذه الوضعيات هو الانتصارات التي تحقّقها الوحدات العسكرية والأمنية في التصدّي للجناة ومداهمة أوكارهم والإيقاع بهم. وفي هذا التقرير سنسترجع تسلسل الاعتداءات الإرهابية ونتائج التصدّي لها ومكافحتها، منذ ماي 2011 تاريخ أوّل عملية إرهابية بعد الثورة. جدّت أول عمليّة ارهابية بعد الثورة يوم 18 ماي 2011 بالروحيّة وقد استشهد خلالها المقدم بالجيش الوطني الطاهر العياري والرقيب أول بالجيش وليد الحاجي كما أصيب العريف بالجيش صغيّر المبارك والمواطن صلاح زغدود برصاصة في اليد، في المقابل تمت تصفية الإرهابيين المسلّحين التونسيين سفيان بن عمر وعبد الوهاب حميد. وفي أكتوبر 2011 جدّت بمدينة شربان من ولاية المهدية عملية سطو مسلح نفذها إرهابيان قتل فيها أحدهما، إضافة إلى مدني. كما أسفرت مواجهات بين الوحدات الأمنية والعسكرية وبين عناصر مسلّحة من منطقة بير علي بن خليفة بولاية صفاقس عن مقتل ارهابيين والقبض على عنصر ثالث وحجز 34 كلاشنكوف ومتفجرات. وقد أسفرت الاشتباكات التي جدّت يوم 10 ديسمبر 2012 خلال محاولة عناصر ارهابية استهداف دورية أمنية عن مقتل الوكيل أول بالحرس أنيس الجلاصي وإصابة أعوان آخرين بجروح. وقد تمكّنت وحدات مختصة من الحرس الوطني يوم 30 ديسمبر 2012 من إلقاء القبض على مسؤول الجناح الأمني لتنظيم “أنصار الشريعة” المحظور وتصفية زوجته بدوار هيشر من ولاية منوبة. وعرفت البلاد سنة 2013 أكبر عدد من العمليات الإرهابية أوقعت العشرات من شهداء المؤسستين الأمنية والعسكرية فقد تم يوم 17 جانفي 2013 حجز كميات كبيرة من الاسلحة نذكر من بينها قنابل يدوية ورشاشات كلاشنيكوف، وقذائف آر.بي.جي، ومسدسات وقنابل يدوية، وموادّ متفجّرة بمدنين. كما تم يوم 6 فيفري 2013 تنفيذ أول اغتيال سياسي حيث تم قتل الشهيد شكري بلعيد أمام منزله بالرصاص، وتم بعد شهر من العملية الكشف عن تفاصيل الجريمة والإعلان عن إيقاف عدد من الضالعين فيها. وتمكنت وحدات الأمن يوم 20 فيفري 2018 من حجز مستودع للذخيرة بولاية أريانة يحتوي على كمّية كبيرة من المعدّات والذّخائر، ورشّاشات، وقنابل يدوية، وقاذفات آر بي جي.. وتم يوم 30 أفريل 2013 تسجيل انفجار 4 الغام أرضية في جبل الشعانبي تسببت في اصابات لوحدات الجيش الوطني، كما أعلنت وزارة الداخليّة يوم 2 ماي 2013 عن العثور على عون الأمن محمد السبوعي مذبوحا قرب مصنع الإسمنت بجبل جلود، وفي ماي 2013 حدث انفجار لغم ارضي بجبل الشعانبي تسبب في اصابة جنديين برتبة رقيب بجروح. وفي شهر جوان 2013 توفي عسكريان وجرح آخران اثر انفجار لغم، كما أصيب يوم 14 من نفس الشهر عسكريون بجروح على خلفية تعرض سيارة عسكرية لانفجار لغم بجبل الشعانبي. وقد شهدت تونس اغتيالا سياسيا ثانيا يوم 25 جويلية 2013 راح ضحيته الشهيد محمّد البراهمي حيث اطلقت عليه 14 رصاصة أمام منزله بحي الغزالة من ولاية أريانة. يوم 27 جويلية 2013 استهدفت سيارة أمنية بحلق الوادي بعبوة ناسفة يدوية الصّنع تسببت في اصابة عون أمن، وبعد يومين من الحادثة تعرّضت سيارة عسكرية لكمين راح ضحيته 8 عسكريين، تحرّكت على اثره قوات الجيش الوطني بقصف جبل الشعانبيي والقبض على عدد من العناصر الإرهابية على علاقة بالحادثة. وتم يوم 3 أوت مداهمة منزل الارهابي الخطير لطفي بالزين وحجز اسلحة، وجدت يوم 4 أوت 2013 مواجهات بين عناصر الامن وارهابيين بالوردية أسفرت عن مقتل الارهابي انيس الضاوي والقبض على 5 عناصر بينها عز الدين عبد اللاوي أحد المتورطين في جريمة اغتيال شكري بلعيد. وتمكنت الوحدات الأمنية والعسكرية يوم 9 أوت من تصفية عنصرين ارهابيين أحدهما يُدعى عادل السعيدي كما تم ايقاف محمد العوّادي شُهر (الطويل)، أحد أخطر العناصر الإرهابية. وتمكنت مجموعة مسلحة بقبلاط من تصفية الشهيدين الملازم محمد الفرشيشي والوكيل كريم الحامدي واصابة العون فوزي الشرقي، فيما تمت تصفية 9 عناصر مسلّحة، بعد ملاحقتهم. وفي يوم 23 أكتوبر 2013 أدت عملية ارهابية في منزل بورقيبة لاستشهاد الامني محمد التوجاني واصابة زميله محمد بلال عزيزي وفي نفس اليوم استشهد 6 اعوان من الحرس الوطني في عملية ارهابية بسيدي علي بن عون في سيدي بوزيد. وفجر انتحاري يوم 3 اكتوبر 2013 نفسه، في المنطقة السياحية بسوسة، دون خسائر بشرية كما تم احباط محاولة تفجير بضريح الحبيب بورقيبة بالمنستير. ويوم 12 نوفمبر أسفرت عملية إرهابية عن جرح عوني أمن أحدهما برتبة نقيب والآخر عريف بالحرس الوطني ومقتل احد عناصر المجموعة الإرهابية والقبض على البقية. وفي فيفري 2014 جرت تصفية الارهابي كمال القضقاضي قاتل شكري بلعيد، وذاك في عملية بجهة روادبأريانة والقضاء على 6 عناصر ارهابية، واستشهد في العملية العريف بطلائع الحرس الوطني عاطف الجبري. كما تم يوم 9 فيفري 2014 بأريانة القبض على أربعة عناصر ارهابية بينهم العنصر المفتّش عنه في عمليّة روّاد والمتهم بالمشاركة في مقتل البراهمي وهو أحمد المالكي الملقّب ب «الصومالي» الى جانب اصابة عوني أمن من وحدة مكافحة الإرهاب. ونفذت مجموعة ارهابية يوم 16 فيفري 2018 عملية ارهابية بجندوبة اسفرت عن مقتل 3 أمنيين ومدني واصابة عون حرس وعون حماية مدنية وعامل بالمستشفى الجهوي بجندوبة. وردا على هذه الهجمة تمكنت وحدات الأمن يوم 17 مارس 2014 من قتل 3 ارهابيين في جندوبة وحجز كمية كبيرة من السلاح. واستشهد يوم 18 أفريل 2014 بانفجار لغم في جبل الشعانبي جندي كما جرح 3 آخرين. وفي 23 ماي 2014، انفجر لغم اخر بجبل الشعانبي تسبّب في مقتل وكيل في الجيش الوطني واصابة خمسة أعوان آخرين، ثلاثة منهم بإصابات بليغة. وفي يوم 27 ماي 2014 استشهد 4 أمنيين في هجوم ارهابي على منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو، في حين تم يوم 13 جوان 2014 تصفية ارهابيين خلال عملية تمشيط بولاية جندوبة. كما أصيب يوم 29 جوان 2014 عون حرس خلال تمشيط جبل فرنانة وقتل 4 عسكريين بانفجار لغم في مرتفعات الكاف. وقد استشهد يوم 16 جويلية 14 عسكريا وأصيب أكثر من 18 آخرين في مواجهات مسلحة بين العناصر العسكرية والارهابيين فيما تم تصفية ارهابي واحد. واستشهد يوم 26 جويلية 2014 عسكريّان وجرح خمسة آخرين واصابة مواطن في هجوم على دورية عسكرية بساقية سيدي يوسف كما اصيب يوم 29 جويلية 2014 جنديّان وعون حرس خلال اشتباكات بجبل السمامة. وتمت يوم 17 سبتمبر 2014 تصفية قيادي ارهابي في القصرين تحصن بالفرار بمنزل مهجور، كما تمت يوم 24 اكتوبر 2014 خلال مواجهات بمنطقة وادي الليل بولاية منوبة تصفية 6 ارهابيين. وخلف هجوم مسلح على سيارة عسكرية بولاية الكاف مقتل 5 عناصر من الجيش واصابة 9 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. كما تم يوم 19 نوفمبر 2014 تصفية ارهابي في مواجهات بسيدي بوزيد الى جانب اصابة عون حرس. وفي يوم 30 نوفمبر تمكن ارهابي بعد نصب كمين من ذبح وكيل بالحرس الوطني الى جانب مقتل عسكري وجرح آخر في انفجار لغم بجبل سمامة بالقصرين يوم 1 ديسمبر 2014. وخلال القصف المكثف لجبل السلوم بالقصرين الذي شنته الوحدات العسكرية على الارهابين يوم 14 ديسمبر 2014 تم تصفية خمسة عناصر مسلحين وإيقاف خمسة آخرين. واستهلت سنة 2015، التي شهدت أسوأ الخسائر من الهجمات الإرهابية، بتصفية عنصر مسلّح اثر اشتباكه مع وحدات الحرس الوطني في جبل برقو بولاية سليانة يوم 10 فيفري 2015، كما أسفر هجوم مسلّح على دورية للحرس في القصرين عن مقتل أربعة أعوان حرس يوم 18 فيفري 2015. كما استهدف الارهابيون يوم 18 مارس 2015 متحف باردو حيث قتل 21 سائحا واستشهد عون امن فيما تم القضاء على العنصرين الارهابيين منفذي العملية. وفي 22 مارس استشهد عسكري وجرح 3 آخرين في انفجار لغم بجبال ورغة، وفي المقابل أسفر كمين أمني في قفصة عن تصفية ثمانية مسلّحين من بينهم لقمان أبو صخر قائد “كتيبة عقبة بن نافع” بجبال الشعانبي. وقد استشهد يوم 7 أفريل 2015، 5 عسكريين في جبل المغيلة وأصيب 4 اخرون في كمين استهدف وحدة للجيش الوطني. كما استشهد يوم 15 جوان 2015 عنصران من الحرس في هجوم إرهابي بسيدي بو زيد كما أصيب 8 مواطنان و3 أعوان من الحرس الوطني ورقيب بالجيش الوطني بجروح فيما تمكنت وحدات الحرس من ايقاف أحد منفّذي الهجوم المسلّح، وبعد سويعات من الهجوم المذكور تمكن الإرهابيون من تصفية عريف بالحرس وقتل خلال الاشتباك عنصر مسلح، وفي نفس اليوم قتل عون حرس وأصيب 4 آخرين بجروح إثر هجوم إرهابي في غار الدماء. وخلّف هجوم إرهابي على فندق بسوسة مقتل 40 سائحا وإصابة 35 آخرون بجروح ومقتل منفذ العملية. وتم يوم 10 جويلية 2015 تصفية خمسة مسلّحين بينهم القيادي بما يعرف ب”كتيبة عقبة بن نافع” مراد الغرسلّي في كمين أمني بجبال القطار من ولاية قفصة، كما تم يوم 23 جويلية 2015 تصفية عنصر مسلَح وايقاف آخرين في عملية أمنية بسجنان ومنزل بورقيبة. وفي يوم 12 أكتوبر 2015 تمكن الإرهابيون من اختطاف راعي أغنام وذبحه كما تم في نفس اليوم قتل عسكريين و جرح أربعة آخرين عند تنفيذهم عمليات البحث عن المجموعة المسلحة التي اختطفت وقتلت الراعي. كما تم يوم 13 نوفمبر 2015 قتل الراعي الطفل مبروك السلطاني. وأسفرت مواجهات بين عناصر الأمن وإرهابيين عن مقتل رقيب أول والقضاء على7 من المجموعة المسلحة وجرح آخرين، كما خلف الهجوم الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي يوم 24 نوفمبر من السنة نفسها 11 شهيدا بين الأعوان. وفي سنة 2016 تمكنت الوحدات العسكرية من تصفية 4 ارهابيين بسبيطلة وحجز ذخائر، وفي يوم 7 مارس 2016 وخلال هجوم مسلح منظم بغاية السيطرة على مدينة بن قردان قتل 7 مدنيين و11 عسكريا وتم القضاء على 49 عنصرا مسلحا. كما تم يوم 11 ماي 2016 تصفية مسلّحين اثنين وايقاف 37 في المنيهلة من ولاية اريانة، كما تمكنت الوحدات العسكرية يوم 19 ماي 2016 من القضاء على العنصر الإرعاب المكنى “ابو القعقاع”. كما استشهد يوم 29 أوت 2016 ثلاثة عسكريي. وجدّت يوم 15 ديسمبر 2016 عملية اغتيال المهندس محمد الزواري أمام منزله في ساقية الزيتبصفاقس التي نفذتها أجهزة الموساد الإسرائيلي. وعرفت سنة 2017 استقرارا أمنيا وتراجعا للهجمات الارهابية، إلى جانب نجاحات امنية نذكر منها تفكيك 188خلية إرهابية وتفكيك 124 خلية استقطاب وتنفيذ 122 ألف عملية مداهمة، فيما تمكنت مجموعات إرهابية من قتل عنصر أمن وإصابة اثنين آخرين، كما قامت مجموعة إرهابية بخطف الراعي خليفة السلطاني وتصفيته. وأعلنت وزارة الداخلية يوم 8 جوان 2018 عن مقتل 8 من عناصر مركز للحرس الحدودي في كمين نصبته مجموعة إرهابية بجندوبة، كما فجرت الإرهابية منى قبلة نفسها يوم 29 اكتوبر2018 بجانب دورية أمنية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.