يعيش المغرب على وقع الصدمة، بعد كشف تفاصيل اغتصاب وذبح سائحتين أوربيتين في منطقة جبلية قرب مدينة مراكش وسط البلاد، وتأكيد السلطات على أن العملية إرهابية نفذها أشخاص ينتمون لجماعة متطرفة. وأثار انتشار مقطع مصور يوثق عملية ذبح إحدى الضحيتين حالة استياء وغضب غير مسبوقة في الشارع المغربي، حيث عبّر كثيرون عن أسفهم على ما حدث وأبدوا تعاطفهم مع اسر وأصدقاء الضحيتين، وطالبوا بالإسراع في اعتقال باقي المتهمين وتأمين تنقلات السياح قبل أن يتضرر القطاع جراء هذه الجريمة التي وقعت على بعد 90 كيلومتر من مراكش أشهر المدن السياحية بالمغرب وفي ذروة الموسم السياحي المرتبط برأس السنة. وقال مصدر أمني أن مجريات التحقيق في جريمة قتل السائحتين تؤكد انه عمل إرهابي. وأضاف المصدر في تصريح لوكالة سبوتنيك أن المتهم الذي القي عليه القبض يوم الثلاثاء يرتبط بجماعات متشددة. وأكد ان البحث جار حاليا عن ثلاثة أشخاص سبق ان اعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد من الدول) لهم علاقة وثيقة بالجريمة. ويظهر المقطع الذي اطلعت عليه سبوتنيك الضحية في ملابسها الداخلية تصرخ وتتألم فيما يقوم شخصان بفصل رأسها عن جسدها، وفي نهاية الفيديو يقوم القاتل الذي لا يظهر من جسده إلا يداه بحمل رأس الضحية ووضعه بعيدا عن جسدها قائلا هذا جزاء أعداء الله. وسارعت السلطات المغربية إلى إصدار بيان بعد انتشار الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة أن الأبحاث لا زالت جارية من أجل التأكد من صحة شريط الفيديو الذي يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، باعتباره جريمة قتل إحدى السائحتين. وتمكنت السلطات من اعتقال أحد المتهمين وتحديد هوية بقية المتورطين في جريمة اغتصاب وذبح السائحتين، ونشرت مواقع إعلامية مغربية ليل الأربعاء صور ثلاثة متهمين بقتل السائحتين لويزا فيسترغر جيسبرسن (24 عاما، من الدنمارك) وأولاند مارين (28 عاما، من النرويج). وقالت أن المتهمين 3 شبّان، ينحدرون من مدينتين آسفيومراكش، تتراوح أعمارهم ما بين العشرينات والثلاثينات، ويقطنون أحياء هامشية ويمتهنون التجارة، فيما أحدهم له سوابق في قضايا تتعلق بالإرهاب. وعثر على جثتي السائحتين الاثنين الماضي في موقع تخييم غير محروس، اقامتا فيه خيمة في طريقهما لتسلق جبل توبقال (4167 مترا) أعلى قمة جبلية في المغرب. وكانت الضحيتين قد وصلتا المغرب في 8 كانون الأول/ ديسمبر، حيث اقامتا في نزل بمدينة مراكش قبل ان تنطلقا السبت الماضي في رحلة لاستكشاف منطقة قروية معروفة بأنهارها وجبالها المرتفعة. وساعت السلطات المغربية الى اغلاق منتزه توبقال المعروف بجباله العالية ومنعت السياح من التجول والتخييم ليلا على الطريق المؤدية اليه. وكان آخر ما كتبته الطالبة الجامعية لويزا فيسترغر جيسبرسن على حسابها الشخصي بموقع فيسبوك، اصدقائي الاعزاء انا ذاهبة الى المغرب في ديسمبر، اي منكم يا رفاق سيكون هناك في ذلك الوقت او اي منكم يعرف شيئا عن جبل توبقال. وتفاعل الكثير من المدونين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مع منشورات الضحية وقدموا العزاء لأسرتها واصدقاءها، وطالبوا السلطات بتوفير الأمن للسياح خاصة هواة السياحة البيئية. وتكثف السلطات المغربية بحثها في المنطقة، حيث قال شهود عيان ان فرق بوليسية وكلاب مدربة تنتشر بكثافة في المنطقة الجبلية وتواصل حاليا البحث عن باقي المتهمين. وقال بيان للنائب العام لدى محكمة الاستئناف بالعاصمة الرباط، مساء الأربعاء أنه في إطار الأبحاث الجارية حول مقتل السائحتين تم إلقاء القبض على أحد المشتبه فيهم، والذي ينتمي لجماعة متطرفة، كما تم التعرف على هوية باقي المشتبه فيهم، والذين يجري البحث عنهم من أجل توقيفهم. وأضاف البيان أن الأبحاث لا زالت جارية من أجل التأكد من صحة شريط الفيديو الذي يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، باعتباره جريمة قتل إحدى السائحتين. ونادرا ما يتعرض السياح في المغرب لاعتداءات، ويعد تفجير مقهى وسط مراكش عام 2011 أكبر حادث إرهابي ضد السياح حيث خلف 17 قتيلا. ويستقبل المغرب اكثر من 10 ملايين سائح سنويا اغلبهم من اوربا، وتعد فترة نهاية السنة وأعياد الميلاد ذروة الموسم السياحي بالمغرب.”