من الحكومة إلى المعارضة ومن المعارضة إلى الحكومة، من الائتلاف إلى نداء تونس ومن نداء تونس إلى الفراغ، دائرة مُفرغة تلك التي يدور في فلكها سليم الرياحي ليبدو كالبهلوان السياسي الذي لا يستقرّ على قاعدة، كلّ شيء قابل للتغيير بنظر الرياحي طالما أنه يمتلك صكوكا نيابية تُقدّر ب12 نائبا يساوم بها ويُحركها كيفما شاء. سليم الرياحي الذي فاز في انتخابات 2014 البرلمانيّة ب12 نائبا لم يستقر على رأي أو موقع منذ ذلك الحين، فتحالف مع حركة النهضة ونداء تونس، وانفصل نحو المعارضة ثم عاد داعما لحكومة الوحدة الوطنية، ومن ثمّ انضم للمعارضة سنة 2017 في ائتلاف “إنقاذ تونس”، بعد ذلك غاب الرياحي عن الساحة السياسية وقرر اعتزال السياسة تاركا نوابه في فراغ. وفي صائفة 2018 عاد الرياحي ودخل في مفاوضات مع الشاهد تمّ بمقتضاها تعزيز كتلة الشاهد بالبرلمان مقابل إلغاء قرار تحجير السفر ضده وفي خريف 2018 أخرج الرياحي نوابه من الائتلاف ووجههم نحو نداء تونس ليتقلد منصب الامانة العامة للحزب، لكن حبال الودّ مع النداء لم تستمرّ طويلا ليعطي الرياحي نوابه شارة الانسحاب من نداء تونس بعد أن اكتشف انّه تم التلاعب به واستنزاف نوابه. ماراطون طويل خاضه سليم الرياحي رفقة نوابه الذين لا يردّون له طلبًا، فقايض بهم وتعامل معهم كبضاعة يردّها ويستردها، ينقلها ويعيدها، وضرب أحد الإعلاميين مثلا بطارق الفتيتي بالقول إنّه: ” كان يدافع عن الائتلاف الوطني ثم رجع لنفس “البلاتو” ودافع على الانصهار بين النداء والوطني الحر والآن استقال؟” وتابع قائلا: “سي طارق كل جمعة في حزب وهو من رموز السياحة الحزبية والأكيد أنه دخل للنداء على غنائم شخصية ما لقاهمش خرج.” لكنّ النائب المستقيل من كتلة نداء تونس طارق الفتيتي أوضح أنه اتخذ هذا القرار صحبة 5 نواب آخرين بسبب ”رفضهم المبدئي لاندماج حزبي النداء والوطنى الحر” وشدد الفتيتي على أنه لا وجود لأي جهة دفعتهم للاستقالة ولا وجهة واضحة لهم حتى الآن”. في المقابل أشارت مصادر إعلامية، إلى أنّ قرار انسحاب النواب التابعين لسليم الرياحي اتُّخذ بعد مشاورته، في إجراء تمهدي لفكّ الانصهار الوطني الحر مع نداء تونس الذي يستعد لعقد مؤتمره الانتخابي مارس القادم. ويستمر غياب الأمين العام “الفار” لحزب نداء تونس سليم الرياحي، الذي يقيم حاليا خارج تونس دون أن يعلن عن موعد عودته الى تونس علما وأنه يقاضي رئيس الحكومة يوسف الشاهد وعدد من المسؤولين بتهمة التخطيط للقيام بانقلاب على رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. وكشفت مصادر مقربة من نداء تونس إمكانية إقالة سليم الرياحي من منصب الأمانة العامة للنداء في ظلّ تواصل غيابه وعدم مشاركته في أشغال المؤتمر الانتخابي المرتقب. وللتذكير فقد قدّم يوم الثلاثاء 8 جانفي 2019 ستة نواب عن كتلة نداء تونس استقالاتهم من الكتلة وهم درة اليعقوبي وعلي بالأخوة ومحمود القاهري ورضا الزغيدي وألفة الجويني وطارق الفتيتي