فجأة ودون مقدمات ولا مؤشرات تعلن يتم الاعلان عن انصهار الوطني الحر في نداء تونس ويعده يتم الاعلان في ندوة صحفية عن تقاسم المناصب في الحزب بين الرياحي وقائد السبسي الابن. كل هذا يحيلنا الى سؤال محير وهو : ما الذي جمع بين سليم الرياحي وحافظ قائد السبسي ؟ بالتأكيد هي المصالح لكنها تبقى كلمة مرسلة ومطلقة بمعنى أن هناك أمورا معينة أدت لهذا الانصهار فالأمر لم يطرح كشراكة أو تحالف بل انهما تحولا الى حزب واحد. أول نقطة نعرج عليها هنا هي أن المعركة بين حافظ والشاهد حاضرة بقوة فنواب الوطني الحر كانوا ضمن الائتلاف الوطني وهي الكتلة المحسوبة على الشاهد بالتالي فان انسحابهم هو اضعاف للشاهد ما يعني أن الانصهار له علاقة بالتوازنات داخل مجلس نواب الشعب والعمل على سحب البساط من تحت اقدام رئيس الحكومة حتى لا يضمن أريحية في المجلس ونعني هنا ال109 نائبا وصوتا لصالحه. المعطى الثاني هو ان هذا التحالف يتجه أيضا ضد النهضة وتركها وحيدة مع الشاهد .لكن رغم كل هذا فان الاهم هو ان كان هذا الانصهار سيصمد ويستمر لأن كل المقومات تدل كونه انصهار هش.