يسعى حزب نداء تونس منذ فترة إلى تسويق صورة طبيعية للحزب عسى أن ينجح ذلك في تغطية جزء من الحقيقة الصادمة الّتي كشفت مفارقة كبيرة بين ما يتمّ التسويق له وبين حقيقة الوضع الداخل للحزب. وشهد حزب نداء تونس منذ فوزه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية لسنة 2014، عدة نزاعات داخلية فضلا عن العديد من الاستقالات في صفوف قياداته الأولى ولا يزال هذا الحزب يعيش على وقع صراعات خرجت للعيان على لسان قياداته الداخلية. وأقرّ القيادي بنداء تونس خالد شوكات بالمستوى الهزيل للحزب بعد 5 سنوات من الحكم ، كاشفا في مقال نشره بجريدة المغرب في عددها الصادر بتاريخ 8 نوفمبر 2018 بأن وضع نداء تونس من الممارسة الحزبية والعبثية السياسية فاق كلّ التصورات حيث استبيحت جميع الوسائل وجرى الاستهتار بكافة القواعد والاعراف والأخلاقيات وتحول الخلاف إلى معارك كسر عظام غير مشرفة” انتهت بانشقاقات وتفريخ احزاب سياسية جديدة وانسحابات حرمت النداء من خيرة كفاءاته و خبرائه في عديد الاختصاصات التي يحتاجها الحزب و الدولة، على حدّ تعبيره. وأعرب شوكات عن عدم تفاؤله بالمؤتمر الندائي المزمع عقده أفريل القادم مؤكدا أن العوامل التي أدّت إلى عجز النداء عن تنظيم مؤتمره قبل مسكه بزمام الحكم تفاقمت أكثر بسبب العقل السياسي الندائي المشدود للغنيمة أكثر من المصلحة الوطنية، حيث غاية عدد كبير من قادة النداء، وبحسب شوكات، نيل نصيبهم من كعكعة المصالح ومواقع السلطة واستنزاف ما تبقى من الدولة. ولم يكن خالد شوكات القيادي الندائي الوحيد الذي انتقد الحزب، بل شاركه في موقفه القيادي بنداء تونس ورئيس المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية ناجي جلول الّذي اعتبر أنّ القيادة الحالية لنداء تونس ضعيفة وهي تتحمّل العديد من الإخفاقات، مشيرا في المقابل إلى أنّ من يريد ازاحة حافظ قائد السبسي فعليه أن يهزمه في الانتخابات. وقال جلول إنّ لديه حظوظا للفوز بالأمانة العامة للنداء خلال مؤتمر الحزب الذي من المنتظر أن ينعقد في الفترة المقبلة، مضيفا أنّ لديه أنصاره وتياره داخل الحزب. وأكّد أن الحزب يشكو من عدّة مشاكل، مشدّدا على حاجته إلى مؤتمر ديمقراطي وشفاف، ملوّحا بمغادرة الحزب في حال لم يكن المؤتمر كذلك، مضيفا: ”لا يعقل أن ينادي حزب بالديمقراطية دون أن يكون ديمقراطيا داخليا”. ويستعدّ حزب نداء تونس لتنظيم مؤتمره الانتخابي الأول يوم 6 أفريل المقبل وأعلن الحزب منذ أيام عن تكوين لجنة وطنية للقيام بالمشاورات اللازمة ضمن مساع للمصالحة مع أبناء الحزب المغادرين وبحث مسألة عودتهم إليه، وهذه الخطوة تأتي في إطار محاولات لإنجاح المؤتمر القادم.