أقرّ الكاتب والقيادي بحركة نداء تونس خالد شوكات في مقال نشره في جريدة المغرب في عددها الصادر اليوم الجمعة 8 نوفمبر 2018 بأن وضع نداء تونس بلغ من الممارسة الحزبية والعبثية السياسية ما فاق كلّ التصورات، حيث استبيحت جميع الوسائل وجرى الاستهتار بكافة القواعد والأعراف والأخلاقيات وتحوّل الخلاف إلى معارك كسر عظام غير مشرفة انتهت بانشقاقات وتفريخ أحزاب سياسية جديدة وانسحابات حرمت النداء من خيرة كفاءاته وخبرائه في عديد الاختصاصات التي يحتاجها الحزب و الدولة، على حدّ تعبيره. وكشف خالد شوكات في مقاله أنّ مسألة عقد مؤتمر وطني أول للحزب طُرحت سنة 2013 أي قبل الانتخابات وذلك خوفا من أن يصل الحزب إلى الحكم دون وجود مؤسسات حزبية قوية قادرة على حماية الحركة من أي مفاجآت قد تضعفه وقد صدقت التوقعات في جانبيها، أي الفوز والحكم، وانتهى النداء إلى ما هو عليه اليوم من ضعف وهوان، وفق قوله. وتساءل شوكات: “ما الذي يحول دون تنظيم مؤتمر وطني مقنع حتّى تحول الأمر إلى ما يشبه العقدة الندائية المزمنة؟” ولفت إلى أن العوامل التي أدّت إلى عجز النداء عن تنظيم مؤتمره تفاقمت أكثر، مشيرًا إلى أنّ الإيمان بالتنوع في إطار حركة متنوعة الروافد كان إيمانا سطحيا حيث كان التجمع الندائي تجمع أطراف كلّ واحد منها يضمر الشرّ للطرف الآخر، ما جعل المؤتمر أشبه بالمشروع الانتقامي في نظر أحد الروافد والمشروع الإقصائي لدى رافد آخر. أمّا العامل الثاني في فشل الحزب يتمثل وبحسب شوكات في التخوين والهواجس الأمنية التي روجت لها بعض العقليات المريضة التي تشكلت في العهود السابقة للثورة والتي غالبا ما تتحدث عن مؤامرات ومخططات داخلية وخارجية لضرب الحكومة، ما أدى إلى انتشار الرداءة وتسمم الأفكار الإيجابية داخل الحزب، وفق تعبيره. عامل ثالث ذكره شوكات وهو أنّ العقل السياسي الموجّه لكثير من القيادات الندائية مشدود لمحدد “الغنيمة” أكثر ما هو مشدود ل”مشروع حضاري وطني”، اذ أصبحت غاية عدد كبير من قادة النداء نيل نصيبهم من كعكعة المصالح ومواقع السلطة واستنزاف ما تبقى من الدولة، وهذه الشخصيات لن تمكن النداء من بلوغ مؤتمر وطني مقنع. وختم شوكات مقاله بالقول “دون تفاهمات صلبة بين الروافد الندائية والاتفاق على تكليف الأكفأ فإن النتيجة لن تكون مرضية”، وأضاف أنّ مقدمات المؤتمر في الأشهر الماضية لا تبشّر بخير، حسب قوله.