رغم الهجمات الشرسة والحملات غير المسبوقة الّتي تعرضت لها حركة النهضة في الفترة الأخيرة، أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة “سيغماي كونساي” تقدّما كبيرا لحركة النهضة في المركز الأوّل لنوايا التصويت للانتخابات التشريعية المقبلة. وأظهر الاستطلاع الذي نشرته جريدة المغرب، اليوم الأحد 17 فيفري 2019 تقدما لحركة النهضة وليوسف الشاهد، في نوايا التصويت للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة مقابل تراجع لافت لحركة نداء تونس. وتحصلت النهضة على ثلث نوايا التصويت المعلنة (33.3 %)، مقابل تراجع غير مسبوق لحركة نداء تونس (15.5%)، بينما جاء التيار الديمقراطي ثالثا ب10% والجبهة الشعبية رابعة ب8.9 % ثم الحزب الدستوري الحر ب6.5%. وتعرضت حركة النهضة في الفترة الأخيرة لهجمات شرسة من أطراف سياسية و إعلامية في محاولة لتسديد ضربات موجعة للحركة للتأثير في صورتها في الأوساط الشعبية، قبل الاستحقاق الوطني بعد تفوقها في الانتخابات البلدية، ما يؤهلها لدخول لانتخابات 2019 بثقة قلّ نظيرها في الأحزاب المُنافسة. أما بالنسبة لنوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية فقد كان التقدم من نصيب رئيس الحكومة يوسف الشاهد بحصوله على 30.7 % من نوايا التصويت مقابل تنافس ثلاثي على المرتبة الثانية : قيس سعيد (12.5%) والباجي قائد السبسي (10.8%) والمنصف المرزوقي (9.0%). وأبرز الاستطلاع أن نسبة كبيرة من التونسيين لن يشاركوا في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، بينما لم يحدد ربع المستجوبين لمن سيصوتون. وتتصدّر حركة النهضة ترتيب الأحزاب لنوايا التصويت للمرة الثانية على التوالي بحسب شركة “سيغماي كونساي” بعدما احتلت المرتبة الأولى شهر جانفي الماضي بنسبة (30.2 %). وبحسب مراقبين، فإنّ النّهضة استطاعت الحفاظ على شعبيتها بفضل عدم وقوعها في محاولات استدراجها عبر التصريحات العدائية والعشوائية، وكذاك، وبدرجة أولى بفضل توازنها الداخلي ومواقفها العقلانية رغم حدّة الهجمات التي تعرضت لها في الفترة الماضية، والتي وعلى ما يبدو، كان لها مفعولٌ عكسي، حيثُ ساهمت هذه الهجمات في تزايد عدد المتعاطفين مع النّهضة اللذين لاحظوا عمليات الاستهداف المُتتالية، التي فقدت تأثيرها بسقوط مصداقية من يقف خلفها.