عادة ما ترتبطُ حملات التّنظيف في تونس بالمناسبات والأحداث الموسمية المتعلقة بتوافد السيّاح أو الأحداث الدولية المهمّة، كإستضافة تونس للألعاب الأولمبية أوالمؤتمرات أو ما يُقام حاليا من حملات تنظيف بمناسية انعقاد القمّة العربية بتونس، حيث رافق هذا الحدث المرتقب حملات تنظيف كبيرى، وهو ما يطرح تساؤلا حول أسباب غياب هذه الحملات في الأوقات العادية ولما مواسم التنظيف في تونسة ترتبط بالأحداث الكبرى ولما تكون دائمة ودوريّة؟ هذا وانطلقت الشرطة البيئية، الشهر الماضي ، في تنفيذ حملة ميدانية استعدادا للقمّة العربية وذلك للحفاظ على نظافة العاصمة والمسالك المحيطة بها والولايات التي تعتزم الوفود الرسمية زيارتها. وكشف وزير الشؤون المحلية والبيئة مختار الهمامي في تصريح سابق أن تونس تترقب حضور ما بين 5 و 6 آلاف ضيف لحضور أشغال القمة العربية المرتقبة بتونس يوم 31 مارس 2019، من بينهم الف شخص يمثلون الوفد السعودي الى جانب 21 وفدا رسميا يمثلون الدول العربية . وأشار الهمامي، خلال جلسة انعقدت بمقر ولاية تونس لمتابعة الاستعدادات لاحتضان القمة الى اهمية تكريس البعد الجمالي لتونس في مثل هذه المحطات الهامة ، بما من شانه ترك اثر ايجابي على الحركية السياحية لتونس والدينامية الاقتصادية. واعتبر وزير البيئة مختار الهمامي، إثر إشرافه على انطلاق الحملة، أن هذه العملية تهدف إلى استرجاع الصورة اللامعة لتونس مؤكدا ضرورة الحفاظ على نظافة المدن والشوارع طيلة السنة وعدم الاقتصار على مثل هذه المناسبات. وأضاف الهمامي أن هذه الحملة ستتضمن “تنوير الطرقات وبسطها والقيام بأشغال الدهن وغراسة النباتات…” إضافة إلى تمكين أعوان المراقبة المصاحبة للشرطة البلدية للتنقل والقيام بمهامهم. من جانبه تحدّث وزير السياحة روني الطرابلسي عن برنامج متكامل لاستقطاب السياح من كافة البلدان العالم ومن ضمنه تنظيف المناطق السياحية قائلا :الألمان لديهم مشاكل وحساسية مع النظافة، ونحن تعهدنا بعمل كبير وستكون هذه رسالة لكل الوزارات والبلديات في تونس للمساعدة في إعادة النظافة إلى المناطق السياحية والبيئية”. ورغم البعد الإيجابي لهذه الرسائل المطمئنة حول النظافة الموسمية لبلادنا والتي تتعلق بشكل لصيق بالاحداث العابرة، فإنهّ بات من الضروري إيلاء رعاية لشوراعنا في الفترات العادية وإن لا يقتصر الأمر على تنظيف الشوارع في المناسبات أو عند قدوم شخصيات من دول أجنبية، ذلك لأن للتونسي الحق في العيش في فضاء نظيف، وطالما أنّ الدولة قادرة على توفير النظافة في المناسبات فهي قادرة كذلك على توفيرها طيلة أيام السنة.