تدلّ عدة مؤشّرات على استرجاع مكانة السياحة التونسية في السوق الأوروبية. وبدأت شركات سياحة أوروبية كبيرة في العودة إلى تونس السنة الماضية بعد ثلاث سنوات صعبة أثّرت على منسوب السياحة في تونس بسبب الأحداث الإرهابية وتوتر الأجواء السياسية. وحقّق القطاع السياح هذه السنة قفزة نوعيّة بفضل عوامل كثيرة أهمها النجاح الملموس للجهاز الأمني والعسكري في محاربة الإرهاب، الاستقرار السياسي على المستوى المحلّي والإقليمي، واسترجاع تونس لبريقها باعتبارها تعدّ من أفضل الوجهات السياحية بالعالم. وقال وزير السياحة روني الطرابلسي أمس الخميس إن قطاع السياحة في طريقه للتعافي وإن أعداد السياح بدأت تعود إلى مستويات ما قبل الأزمة. وأضاف الطرابلسي في تصريح إعلاميّ: “إن 2018 كان عاما جيدا وإن تونس بدأت تتجاوز الأزمة”، مسيرا إلى أن عدد السياح الذين جاءوا في جانفي وفيفري من العام الحالي كان أفضل بالفعل مقارنة بالفترة نفسها في 2010، قبل الربيع العربي. وتُخطّط تونس لرفع عدد زوارها الألمان بغرض السياحة إلى 400 ألف على غرار سنة 2010، وتعهد روني الطرابلسي في هذا الصدد بتعزيز نظافة المدن السياحية. وأوضح أن “الألمان لديهم مشاكل وحساسية في موضوع النظافة، ونحن تعهدنا بعمل كبير”. وأشار الوزير في تصريحات لإذاعة موزاييك “قمنا بعقد لقاءات مع مشغل الرحلات السياحية مجموعة “توي” العالمية التي غابت نسبيا عن تونس منذ 2011 وخاصة في 2015. لديهم اليوم الرغبة للعودة الى تونس وزيادة عدد السائحين”. وتابع الوزير قائلا: “هناك زيادة لدى الشركة في الإقبال على تونس ما بين 25 و 30 بالمئة والانطباع السائد الآن أن هناك ثقة في الأوضاع الأمنية في تونس”. وناهز عدد السياح الألمان في تونس خلال السنة الماضية 275 ألف سائح من بين حوالي أكثر من ثمانية ملايين سائح زاروا البلاد، وهو رقم قياسي لم تعرفه تونس في السابق. وأضاف وزير السياحة أنّ لقاءات جمعته بفرنسيين وإيطاليين وبعض شركات الطيران التي عبّرت عن رغبتها في تكثيف رحلاتها إلى عدة مطارات تونسية على غرار مطار النفيضة. واعتبر وزير السياحة أنّه كثرة عروض الطلب على السوق التونسية يستوجب العمل على حسن الاستقبال من خلال مزيد الاعتناء بالبيئة، مشيرا إلى أنّ تحسين جودة المنتوج سيمكن من جلب السياح من الدرجة الأولى إلى جانب وجود الشركات الفندقية الكبرى التي من شأنها أن تقوم بذلك، مضيفا أن هناك مشاريع لإقامة نزل ضخمة وهامة في توزر وجربة مثلا. وتعمل تونس على تنشيط السوق السياحية والرّفع في عدد السياح الوافدين من الأسواق التقليدية على غرار بلجيكا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا واوكرانيا وجلب حرفاء جدد خارج موسم الذروة وانعاش السياحة الصحراوية وفتح ملف نظافة المحيط.