أفاد بحث ميداني لمصالح وزارة التربية لكشف حالات التحرش الجنسي بالتلاميذ خلال الفترة المتراوحة بين 1 أكتوبر 2018 و18 مارس 2019، إلى وجود 87 حالة شبهة تحرش بمختلف أنواعها. وأثارت ظاهرة التحرّش بالأطفال جدلا واسعا خاصّة بعد حادثة اعتداء معلّم بصفاقس على 20 تلميذا، وقد ندّد المجتمع التونسي بمثل هذه الممارسات التي طالت حتى الفضاء المدرسي والتربوي. واعتبر الأستاذ الدكتور سامي نصر المختص في علم الاجتماع الإجرامي أن قضيّة التحرّش الجنسي والاعتداء على الأطفال موضوع حسّاس ومعقّد لكن يتم توظيفه سياسيا وبطريقة سيئة جدا والدليل على ذلك أنه عند التداول في حادثة مدرّس صفاقس راج أنه من بين المتمتعين بالعفو التشريعي وكأنّ المواطن التونسي يتقبل ضمنيا الجريمة إذا كانت من أي شخص آخر غير متمتّع بالعفو. وأشار نصر في تصريح لموقع “الشاهد” إلى أنه قام بدراسة بسجن 9 أفريل على مرتكبي مثل هذه الجرائم وتبيّن أن 37 بالمائة من مرتكبي جرائم اغتصاب الأطفال مرّت عليهم التجربة نفسها في صغرهم أي أن ضحايا اليوم هم جناة الغد، إذا لم يتم إنصافهم لأن عدم الإنصاف يخلق لديهم نوعا من أنواع النقمة على المجتمع، وأضاف أنه عند تشخيص جريمة التحرش والاعتداء الجنسي يلاحظ أن هناك 3 درجات في جرائم التحرش وأن الانتقال من الدرجة الأولى إلى الثالثة وهي المواقعة والاغتصاب الفعلي سريع جدا خاصّة عندما يلاحظ الجاني أن الطفل ليس له الجرأة للتحدث إلى أهله أو لا يعي أن ما يتعرّض له هو تحرش جنسي. وبيّن المتحدّث أن الطفل يتجرأ ويصارح عائلته بعد تعرّضه للاغتصاب وتكون النتيجة عادة هي التكتم بحجة الخوف من الفضيحة ومن نظرة المجتمع للطفل الشيء الذي يعتبر من أبرز أسباب تفشي ظاهرة الاعتداء على الأطفال والذي يشجع الجاني على ارتكاب فعلته مع أطفال لآخرين. وكان وزير التربية حاتم بن سالم قد تعهد بكشف حالات التحرش وإنارة الرأي العام حول مثل هذه الجرائم الشنيعة. وأشارت وزارة التربية إلى أن البحث الميداني يأتي في إطار متابعتها للقضية التي أثارت استنكار عموم المجتمع التونسي خلال الأسبوع المنقضي حول جريمة التحرش والاعتداء الجنسي التي كانت ضحيتها مجموعة من التلاميذ بجهة صفاقس. وقالت الوزارة إنّها اتخذت الإجراءات المستوجبة ضد الذين ثبتت إدانتهم، وبناء على ذلك سلّطت عقوبة العزل على 23 شخصا والرفت المؤقت ل21 شخصا آخر، بالإضافة إلى العقوبات القضائية. ودعت الوزارة الأولياء والمربين وكل الفاعلين في المنظومة التربوية إلى معاضدة مجهودها “والتصدي لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على أبنائنا التلاميذ”