أثار حديث وزير التربية حاتم بن سالم عن ضرورة إدراج مادة التربية الجنسية في المناهج التعليمية الرسمية بالمدارس، بهدف تثقيف وتوعية الطلاّب والحدّ من ظاهرة التحرش والاعتداءات الجنسية التي تستهدفهم، جدلاً واسعاً وانقساماً في المواقف. وانقسمت المواقف بين من اعتبر الأمر مُخالفا للتربية والتقاليد الإسلامية مشيرين إلى أن تدريس التربية المدنية والإسلامية أولى من ذلك، ومن تحدّث عن ضرورة إدراج التربية الجنسية في المناهج الدراسية للتوعية وللحد من ظاهرة التحرش الجنسي التي تزايدت بشكل ملحوظ في المدارس بالآونة الأخيرة. وكتب العربي بن حمادي “سبحان الله، يتركون تدريس القرآن جامع العلوم و يدرسون الشذوذ.” فيما علّق آخر بالقول “لو كان قريتوهم التربية الأخلاقية الصحيحة ومعاها التربية الإسلامية الأصح وأمرتم بالحظر على المواقع الإباحية راهي تونس بخير. ..لا حول ولا قوة إلا بالله.” وكتب منصور المساوي “التربية المدنية والتربية الإسلامية.. وزيدهم السلوك الحضاري: أولى بالتدريس من الخرّاف اللي تحبو تعلموه للصغار باش حتى اللي موش عارف يعرف…والله حرام اللي تعملوا فيه مع الصغار”. في المقابل اعتبر آخرون إدراج مادة التربية الجنسية في المناهج التعليمية الرسمية بالمدارس أمرا ضروريّا باعتبار أنّ التثقيف الجنسي والصحي للأطفال والمراهقين أصبح أمرا مطلوبًا. وعلّقت وئام الرعواني بالقول “راو تتقرى بطريقة علمية بحته. قريناها قبل في نادي الصحة وتقرات لسنين. ياخي كي قريتوا على التكاثر في العلوم الطبيعية اش صارلكم. تو يعني كي افسرولنا كي تقص الشريان اللي في يدك تموت يعني التلامذة بش تخرج تذبح في بعضها في الشارع. شوية عقل يهديكم.” وكتبت بثينة “هذه المادة ضرورية جدا في المناهج التعليمية.. لا بد من أخذ المعلومة بصفة دقيقة من مصدرها وبطريقة سليمة..” أمّا نادر فعلّق قائلا “في جامعات بغداد والقاهرة وتونس ومراكش زمن قوة الدولة الإسلامية لم تكن هنالك مادة اسمها التربية الجنسية.. الجنس غريزة عند كل المخلوقات ويدركه الإنسان و”يتعلمه” بالفطرة.. درسوا أبناءنا مكارم الأخلاق وأوقعوا أشد العقاب بكل متحرش أو مغتصب.. أوقفوا تيار الرداءة والعهر والفجور في بعض القنوات التلفزية ردوا الاعتبار للعائلة وأساسا للأم حاربوا الفقر والحاجة.. عندها ستختفي الكثير من مظاهر الفساد ..” يذكر أن وزارة التربية، كشفت الاثنين، في آخر إحصائيات لها أن حالات التحرش الجنسي بالمدارس الابتدائية خلال الفترة ما بين أكتوبر 2018 و18 مارس 2019، بلغت 87 حالة تحرش. وقال وزير التربية حاتم بن سالم، إن الوزارة بصدد إعداد خطة رسمية بالتعاون مع وزارة الصحة، من أجل تدريس مادة التربية الجنسية، لطلاب المدارس الابتدائية والمعاهد الثانوية، وذلك نتيجة ارتفاع حالات التحرش الجنسي التي تطالهم.