توقفت الدروس بجامعة الزيتونة منذ أشهر حيث قرر الطلبة مقاطعة الدروس نظرا للقرارات الأخيرة التي أعلن عنها وزير التربية حاتم بن سالم في 24 مارس الفارط حيث أكّد أنّ اختيار الأساتذة الذين سيتخرجون في ال5 سنوات القادمة سيكون عن طريق التوجيه في البكالوريا. وتابع أن التلميذ الذي يرغب في الحصول على الأستاذية من أجل التدريس يجب أن يتحصل على معدل معين، مبينا أنه يتم إعداد الطلبة للتدريس عبر القيام بتربص لمدة سنة ليتم انتدابه فيما بعد بصفة آلية، مشيرا إلى أنه سيتم الإبقاء على نسبة معينة من الانتدابات لفائدة المتحصلين على شهادة الماجستير وغيرها من الشهائد. ويحتج طلبة الزيتونة بما أنّ الطريقة الجديدة للانتداب ستساهم في تحويل المتخرجين من جامعة الزيتونة إلى عاطلين عن العمل بما أنّ التدريس هو الامل الوحيد بالنسبة لهم وبهذا القرار فإنّه سيتم الغاء مناظرة الكفاءة في الاستاذية حيث تنظّم اليوم “تنسيقية “رجع الكاباس” مسيرة احتجاجية ستتوجه نحو الوزارة الأولى في القصبة. وفي تصريح لموقع الشاهد، قالت طالبة جامعة الزيتونة والمكلّفة بالإعلام داخل لجنة “رجع الكباس” سارة العباسي إنّ وزير التربية أعلن أنّه أدرج شعبة جديدة تسمى شعبة علوم التربية والتعليم ابتداء من التوجيه الجامعي لدفعة 2019 حيث ستتضمن 80 في المائة من العلوم الصحيحة بينما 20 في المائة فقط من العلوم الانسانية. وأضافت سارة العباسي أنّ هذه الشعبة ستقصي العلوم الانسانية بما فيها العلوم الشرعية والتي ستصبح كأنها مادة ملحقة مبيّنة أنه سينتج عن ذلك فائض في اساتذة العلوم الانسانية ونقص في أساتذة العلوم الصحيحة. وأكّدت العباسي أن هنالك تناقض وتبيان في مواقف وزيري التربية والتعليم العالي والبحث العلمي حيث أعلن وزير التربية عن إدراج المادة بينما نفى الثاني الأمر تماما. وأوضحت العباسي أنّ الأمر الخطير هو حذف “الكاباس” والذين يريدون من ورائه ضرب الجامعة العمومية من أجل خصخصة القطاع مبيّنة أن جامعة الزيتونة انتفضت والأمر أصبح لا يطاق لأنّ أحلام الطلاب اضمحلّت بسبب هذه القرارات التي لها تأثير في مستقبل البلاد. وقالت عضو لجنة “رجع الكاباس” أنّ اللجنة قامت باستفتاء في جامعة الزيتونة وتم بعدها مقاطعة الدروس وهنالك تفاعل مع الحراك الطلابي مؤكّدة أن الحراك يجد وجد مساندة من الاتحاد العام التونسي للشغل ومن نقابة إجابة. ولقى تحرّك طلبة الزيتونة مساندة من النقابة الأساسية لأساتذة المعهد العالي لأصول الدين في بيان صادر عن النقابة يوم أمس 17 أفريل 2019 حيث أكد البيان أن قرار وزير التربية سيقضي على احلام الطلاب وطموحاتهم وسيعمّق أزمة البطالة المستفحلة. من جانبها عبّرت نقابة “إجابة” عن دعمها لمطالب الطلبة ورفضها لقرار الوزير داعية وزارتي التربية والتعليم العالي للتراجع عن هذا القرار وإعادة “الكاباس”.