انطلق المؤتمر الانتخابي لنداء تونس بداية هذا الشهر، تحت شعار “مؤتمر الإصلاح والإلتزام” إلاّ أنّ مخرجات المؤتمر ونتائجه أفضت إلى عكس ذلك ، إذ لم تفضِ إلى إصلاح بقدر ما أفضت إلى شقوق تعزّز تشذرم الحزب وتآكله، وانقسم الحزب داخليا إلى شقين، شق أول برئاسة حافظ قايد السبسي والذي يعقد ندوته اليوم الأحد 21 افريل في البحيرة أين ستوزع المسؤوليات صلب المكتب السياسي لمجموعة حافظ قائد السبسي بعد اسبوع من اجتماع المنستير، وشق ثاني تحت رعاية سفيان طوبال الذي يعقد اليوم كذلك اجتماعا موازيا في القيروان أين سيتم تحديد خارطة طريق عمل المرحلة القادمة . وجدد طوبال دعوته لما أسماه “الأقلية” ( شق المنستير) للالتحاق بالمؤسسات الشرعية للحزب، والاعتراف بنتائج الانتخابات، والتوقف عن التشويش على الحركة، مشددا على أن مؤتمر الحزب قد أفضى إلى إرساء مؤسسات للحزب تتمتع بكامل الشرعية. وأبرز طوبال في هذا الإطار، أن شق الحمامات بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإثبات شرعيته ولاستعادة مقر الحزب من شق المنستير. ويعقد طوبال اليوم الأحد اجتماعا في مدينة القيروان لتقديم ملامح “خارطة الطريق”، بخصوص الاستعدادات للاستحقاقات الانتخابية والتحالفات الممكنة، والتي ستصادق عليها اللجنة المركزية خلال الأسبوع القادم. وكان مؤتمر تونس الذي عقد 6 أفريل الماضي وتواصل على مدى ثلاثة ايام، قد أسفر عن قيادتين متنافستين تتنازعان الشرعية، حيث أفضى “اجتماع المنستير” إلى انتخاب حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس، على رأس اللجنة المركزية، فيما أفضى “اجتماع الحمامات” إلى انتخاب النائب في البرلمان سفيان طوبال على رأس اللجنة المركزية المنافس . في المقابل، يشير التابعون لشقّ حافظ السبسي إلى أنّ اجتماعات سفيان طوبال هدفها إرباك الرأي العام والتشويش عليه، مشددين على أنّ اجتماعات السبسي الإبن هي الاجتماعات الشرعية لحركة نداء تونس. وفي البحيرة عقدت مجموعة حافظ قائد السبسي ندوة صحفية كشفت فيها توزيع المسؤوليات المتفق بخصوصها ، وبحسب المصادر الإعلامية شغل القيادي ناجي جلول منصب الامين العام للحزب ووفاء مخلوف رئيسة للمكتب السياسي . وفيما يواصل نداء تونس صراع الشقوق تستعدّ بقية الأحزاب للانتخابات التشريعية (6 أكتوبر) والرئاسية (17 نوفمبر) التي ستحدد طبيعة المشهد السياسي خلال السنوات الخمس القادمة، ويرى مراقبون واستطلاعات الرأي في تونس أن حظوظ نداء تونس للفوز في الانتخابات القادمة قد تقلصت بسبب ما ممرّ به الحزب من المشاكل في السنوات الأخير. ومنذ فوزه بانتخابات 2014 بقيادة الرئيس الباجي قايد السبسي خسر الحزب الكثير من أعضائه المستقيلين ونصف كتلته البرلمانية بسبب خلافات داخلية، كما انسحب الصائفة الماضية من الائتلاف الحكومي بسبب خلاف مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ويعدّ مؤتمر6 أفريل 2019 أول مؤتمر يعقده الحزب منذ تأسيسه سنة2012.