تزامنا مع شهر رمضان ، تتغيّر العادات الاستهلاكية عند التونسي والذي يقبل على الأسواق بكثافة عالية وهو ما يفاقم ظاهرة إتلاف الطعام إلى حد الإسراف ومن بين المواد التي يتضاعف إقبال الناس على شرائها في شهر رمضان “الخبز” بجميع انواعه والذي عادة ما يكون مآله القمامة. وفي هذا الخصوص،دعا رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك سليم سعد الله، اليوم الاثنين 6 ماي 2019، التونسيين إلى عدم التبذير في شهر رمضان. وقال سعد الله “إنّ 900 ألف "خبزة" تلقى يوميّا في القمامة طيلة شهر رمضان، مشيرا الى أنّ استهلاك الخبز في هذا الشهر يرتفع بنسبة 300 بالمائة. وأكد، على ضرورة ترشيد الاستهلاك وعدم ”اللهفة”. وأردف، ”لازم نقضيو بشكل عادي كيما كل يوم… من غير لهفة.. كل نهار ونهارو.. في رمضان فمة وجبة وحدة.. معناها من المنطقي إنّو المصروف ينقص موش يزيد”. كما دعا، في سياق متّصل، إلى مقاطعة البضائع التي يتم الترفيع في أسعارها بشكل غير مقبول. وكان مدير المعهد الوطني للاستهلاك طارق بن جازية، قدّ أكّد في وقت سابق أن 113 ألف طن من مادة الخبز، يتم إتلافه سنويا وذلك بسبب التبذير موضحا أنّ نفقات التونسي الغذائية ترتفع خلال شهر رمضان بنسبة 4.29 بالمائة، تزامنا مع ارتفاع نسبة التبذير الغذائي. وقال في ذات السياق “ثلث ما يتم طهوه في رمضان يتلف، و 58 بالمائة من الخبز “المبسس” يتم إلقاؤه، أكثر من 100 بالمائة بالنسبة للباقات”. أما بالنسبة للتبذير على مستوى المخابز التونسية يقدّر ب 686 ألف قنطار سنويا، وبالنسبة للمطاعم الجامعية يتم تبذير حوالي 12 بالمائة مما يتم إعداده بالمطاعم، وبالنسبة للمطاعم الخاصة فيقع تبذير حوالي 16 بالمائة مما يتم إعداده. كما تقدر قيمة التبذير الغذائي في المساحات التجارية الكبرى ب 2.8 مليون دينار، وبالنسبة للفنادق يقع إتلاف 12 بالمائة مما يتم تحويله. وفي ظل ارتفاع الاسعار وتدهور المقدرة الشرائية للمواطن، دعا مدير معهد الاستهلاك الى تقليص التبذير وترشيد الاستهلاك. حيث يقدر المعهد الوطني للإحصاء مقتنيات التونسيين من الخبز في سائر شهور السنة ب 6,7 مليون خبزة يوميا بصنفيه ويرتفع استهلاك الخبز في تونس بمعدل 135 % للخبز الصغير (باقات) ويتضاعف الانفاق بنسبة 52 % في رمضان، وهوما يجعل التونسي في صدارة المراتب العالمية من حيث استهلاكه للحبوب ومشتقاته، فالإسراف والإتلاف أصبحا ركيزتي المناسبات على اختلافها، بما ينتج عنه ضرر على الاقتصاد وعلى الأفراد.