لم يعد خافيا الدعم الإماراتي السعودي للمشير الليبي خليفة حفتر سعيا منهما للإطاحة بحكومة الائتلاف الوطني بقيادة فائز السرّاج من أجل قطع الطريق امام استكمال الانتقال الديمقراطي في ليبيا. ويبدو أنّ هذا الدعم وخاصة الإماراتي، أصبح محلّ إدانة، خاصة بعد سعي الأممالمتحدة للتحقيق في ضلوع أبو ظبي في القتال في ليبيا، إلى جانب المشير خليفة حفتر، حيث أظهر تقرير سرّي أنّ خبراء أمميّين يحقّقون في ما إذا كانت أبوظبي ضالعة عسكرياً في النزاع الدائر في ليبيا حيث أُطلقت في أفريل صواريخ من طائرات مسيّرة صينية الصنع يمتلك مثلها الجيش الإماراتي. وبحسب التقرير الذي تحصلت عليه وكالة الأنباء الفرنسية فإنّ الصواريخ التي أطلقتها الطائرات المسيّرة في الضاحية الجنوبية لطرابلس يومي 19 و20 أفريل هي صواريخ جو-أرض من طراز “بلو آرو” وذلك استناداً إلى شظايا درسها الخبراء الأمميّون. ولا تمتلك هذا النوع من الصواريخ إلّا ثلاث دول هي الصين وكازاخستان والإمارات العربية المتّحدة، ذلك أنّ هذه الصواريخ تطلقها حصراً طائرات دون طيار تنتجها شركة وينغ لونغ الصينية. ولفت التقرير إلى أنّ “مجموعة الخبراء تحقّق في الاستخدام المحتمل لمتغيّرات من طائرة وينغ لونغ المسيّرة من قبل الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر، “أو من قبل طرف ثالث داعم للجيش الوطني الليبي”. وبحسب التقرير فإنّه “من شبه المؤكّد” أنّ هذه الصواريخ لم تحصل عليها ليبيا مباشرة من الشركة المصنّعة أو من الصين. وكانت الإمارات قالت الخميس إنّ “الأولوية” في ليبيا هي “مواجهة الإرهاب”، مشيرة إلى أن “الميلشيات المتطرفة” تواصل سيطرتها على العاصمة طرابلس. وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام ليبية أن عديد الليبيين تظاهروا أمام مبنى سفارة المملكة العربيّة السعوديّة في العاصمة طرابلس، تنديداً بالدّعم الذي تقدمه المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة للجنرال خلفية حفتر واحتجاجا على سياسات الرياض في المنطقة. وحمل المُتظاهرون أيضاً صوراً لكُل من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورددوا شعارات معادية لهما. وتعتبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر أهمّ الدول المؤيّدة لحفتر الذي يشنّ منذ 4 أفريل هجوماً عسكرياً للسيطرة على طرابلس. ومنذ بدأ حفتر هجومه على طرابلس، قُتل 432 شخصاً على الأقلّ وأصيب 2069 آخرين بجروح ونزح أكثر من 55 ألفاً من ديارهم، بحسب الأممالمتحدة.