يبدو أنّ الازمة الخليجية قد تعرف تطورات في المستقبل في ظلّ فشل الدول المقاطعة لقطر في بلوغ أهدافها بعد أنّ وطّدت الدوحة علاقاتها ببعض الدول الحليفة لها على غرار تركيا وإيران. وفي تطوّر جديد لقي جدلا واسعا، تلقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن وزير شؤون مجلس الوزراء البحريني قوله إن اتصال رئيس الوزراء بأمير دولة قطر لا يمثل الموقف الرسمي للبحرين، كما أن ذلك لا يؤثر على التزام البحرين بمواقف السعودية والإمارات ومصر. وهي المرّة الأولى التي يقع فيها اتصال هاتفي بين شخصيات كبيرة في البلدين بعد الازمة الخليجية عندما أعلنت كل من السعودية والإماراتوالبحرين ومصر مقاطعة دولة قطر في 5 جوان 2017 وسحب السفراء وإغلاق السفارات بالدوحة وطرد الدبلوماسيين القطريين. ومنذ بداية الأزمة تبذل الكويت جهودا وساطة، لكن لم تتمكن حتى الآن من معالجة تلك الأزمة غير المسبوقة منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عام 1981. وتأتي خطوة البحرين بعد أيّام من تصريح وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد، الذي قال إن المقاطعة لا يمكن وصفها ب”الحصار” بل هي “إغلاق أبواب لصد الضرر”. وأضاف المسؤول البحريني:”الأمور بيد قطر، دولنا اتخذت خطوات سد الضرر وليس هناك حصار لقطر، هناك إغلاق الأبواب لصد الضرر لعدم احترام قطر للاتفاقات. كما أفرجت الإمارات يوم الاثنين الفارط عن زورق عسكري قطري على متنه 4 أشخاص، ودخل المياه الإقليمية في 30 أفريل الماضي. وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن الزورق العسكري القطري الذي يحمل علم دولة قطر دخل المياه الإقليمية للدولة يوم 30 أفريل الماضي وعلى متنه الأشخاص الأربعة وجميعهم عسكريون. وتشير هذه الخطوات إلى أنّ دول المقاطعة أصبحت تبحث عن حلّ للازمة خاصة مع تحصين الدوحة نفسها باتفاقيات مع تركيا خاصة من أجل ردّ أي هجوم عسكري محتمل يهدف إلى تغيير النظام أو رأسه أو يوقظ السعي البحريني بضمّ الدوحة إليه. وكان العاهل البحريني، حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة قد أكّد منذ أشهر أنّ حكم وسيادة آل خليفة على قطر كان منذ 1762″ قائلا: “سنظل مع أهلنا في شبه جزيرة قطر شعبا واحدا يجمعنا النسب والتاريخ”.