كشفت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن الإحصائيات الخاصّة بعملية التسجيل للانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019 مبيّنة أن العدد الجملي للتسجيلات بلغ 777548 والعدد الجملي للتحيينات بلغ 120716 (إلى غاية يوم الجمعة 10 ماي 2019). وعليه فإن حوالي مليون ناخب جديد من المحتمل أن يشاركوا في الانتخابات المقبلة ويمكن لهذا العدد أن يتضاعف خلال ال 12 يوم المتبقين للتسجييل وفقرزنامة الهيئة. فهل أن إقبال التونسي على التسجيل يعزى إلى مجهودات الهيئة أم إلى عدم رضائه على الواقع وطموحه للتغيير؟ اعتبر الديبلوماسي السابق والمحلّل السياسي عبدالله العبيدي أن ارتفاع عدد المسجلين للاستحقاق الانتخابي المقبل يعزى بالأساس إلى تعدّد الأحزاب حيث أصبح التاطير على مستوى الأحياء وكل حزب يسعى لاستقطاب أكبر عدد من الناخبين في الجهات التي لم يسبقه حزب آخر إليها. كما أشار العبيدي في تصريح لموقع “الشاهد” إلى أن التسجيل جاء نتيجة لعمل الأحزاب وبعض المجموعات على غرار “عيش تونسي” التي تعتبر حاليا كبر جهة تستثمر في الانتخابات وبصدد تحريك الساحة من خلال التعاون مع ممثلين وبث ومضاتها في اوقات هامة. واعتبر المتحدّث أن التسجيل لا يعني بالضرورة التصويت، وأن المشهد المقبل سيتغيّر لكن النتيجة ستكون متفاوتة حسب درجة التشتت. وتجدر الإشارة إلأى أن عضو هيئة الانتخابات عادل البرينصي كان قد أكد أن عدد المسجلين للاستحقاق الانتخابي المقبل في الخارج بلغ 8 آلف مسجّل، مبيّنا أن هذا العدد هزيل، وأن خيار الاعتماد على أعوان القنصليات التي تمثل تونس لم يؤت أكله نظرا لأن الأعوان يعملون بتوقيت إداري. كما أشار إلى أن غياب التحسيس وتراجع النفس الثوري الذي كان موجودا لدى المواطنين بالخارج أديا إلى هذه النتيجة، مضيفا أنه من الضروري أن يقوم أعضاء الهيئة بلقاءات مع الجمعيات والأحزاب بالخارج للتعاون وتشجيع المواطنين على التسجيل.