أعلن اتّحاد الشغل في مناسبات عديدة أنه معنى بالانتخابات التشريعية والرئاسية بصفة مباشرة، إلا أنّ المنظمة الشغيلة تراجعت عن هذه الفكرة لتُخيّر المشاركة غير المباشرة، عبر دعم احزاب ذات التوجهات الاقتصادية المشتركة ومراقبة الانتخابات بتحضير آلاف النقابيين للمشاركة في مراقبة مراكز الاقتراع والفرز خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة نهاية السنة الحالية. ودعا الأمين العام للمنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي، الهياكل النقابية التابعة للاتحاد إلى تشجيع النقابيين على ترؤس مكاتب التصويت بمراكز الولايات وبقية المدن والقرى التونسية، كما حث الطبوبي النقابيين على ان يتواجدوا في مراكز الاقتراع ضمن مراقبي العملية الانتخابية. وتباينت مواقف التونسيين بشأن هذه الخطوة، وانقسمت الآراء بين داعم لهذه الفكرة وبين رافض لها باعتبار أنّ للدولة هيئة انتخابية رسمية ومنظمات وطنية مدنية تشرف على عمليّة الرقابة ولا تحتاج تدخل اتحاد الشغل المحسوب على اليساريين. ونشر الكاتب والمدون نور الدين الغيلوفي تدوينة على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، حذر فيها من تدخل الاتحاد في الانتخابات، قائلا: “حذار أن يتدخّل الاتحاد في الانتخابات، بأيّ شكل من الأشكال، لأنّه بتدخّله سيفسدها وفي إفسادها عبث بالمسار بأسره.. ” وأضاف الغيلوفي ” الحقيقة أنّ اللجنة المستقلة للانتخابات جاءت بمقضى الدستور وخرجت من مجلس نوّاب الشعب الذين انتخبهم الشعب.. وعليها وحدها المعوَّل في إدارة الشأن الانتخابيّ.. ولا أظنّها تحتاح إسنادا من أحد.. وإلّا كانت مقصّرة في أداء دورها.. وكلّ تدخّل في شأنها من أيّ طرف هو إفساد لاستقلاليتها وخصم من مصداقيتها…” وتابع قائلا ” الإتّحاد بات واجهة تقبع خلفها أحزاب وجماعات أعجزتها السياسة بأدواتها فتسللت إليها من وراء ستار منظّمة مدنية وطنية الأصلُ فيها أن تكون محايدة شأنَ المساجد ومختلف المرافق العمومية التي عليها أن تقف على المسافة نفسها من الفرقاء السياسيين..” في المقابل، أثارت التدوينة استنكار الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري الذي دخل في مناوشة حادة مع نور الدين الغيلوفي، وعلّق الطاهري قائلا “من حقنا ان نراقب ونلاحظ فضلا عن حق الترشح”. يُذكر أن قيادات اتحاد الشغل أعلنت عدم ترشحها بصفة مباشرة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، لكنها عبّرت في المقابل عن استعدادها لدعم الأحزاب السياسية، التي تتبنى برامجها الاجتماعية والاقتصادية، وعرضت برنامجاً انتخابياً محدداً لهذا الغرض، ولا يستبعد مراقبون في هذا الشأن أن يعلن الاتحاد دعمه للجبهة الشعبية باعتبترها اكثر طرف سياسي مقرّب من المنظمة الشغيلة.