بعد 8 سنوات من الثورة ومن الممارسة السياسيّة المكثّفة، وصل الشعب التونسي إلى درجة من الوعي السياسي، جعلته في كثير من الأحيان عصيّا عن الوقوع في شباك التحيّل التي تمارسه بعضُ الوجوه السياسية، التي جعلت من قنواتها التلفزية سبيلا للدعاية الحزبية ووسيلة لضرب الخصوم السياسييين، رغم أن ذلك يتنافى مع القانون التونسي. آخرون اعتمدوا وسيلة أخرى، غير مباشرة، تتمثل في حقن الاجتماعي بالسياسي وتقديم مادة إعلامية ذات طابع اجتماعي ظاهريا، لكنها تخفي مآرب سياسية في الباطن، من ذلك برامج “التبرعات” و”المساعدات” والتي تتكثف طرديّا مع اقتراب كل انتخابات. وأثار صاحب قناة نسمة ورجل الأعمال والناشط السياسي نبيل القروي جدلا بسبب برنامج المساعدات الذي يقدمه تلفزيا “خليل تونس” والذي يؤكد مراقبون أن الهدف منه ليس مساعدة الفقراء بقدر صنع اسم للرجل الذي من غير المستبعد أن يرشّح نفسه للانتخابات الرئاسية بعد أن كانت له مساهمة فعالة في إنجاح حزب نداء تونس سنة 2014 ووصوله للحكم. وأدّى إفصاح القروي عن نواياه الحقيقية وراء الشعارات الخيرية إلى أن أصبح غير مرغوب فيه شعبيا، حيث طُرد الأسبوع الماضي من قبل سكان حي هلال بالعاصمة ثم تمت مقاطعة مائدة الافطار التي يقدمها باسم “خليل تونس” والتي تبث مباشرة عبر قناته الخاصة، من قبل أهالي نفطة. وقام مساء أمس الأحد أهالي مدينة نفطة بمقاطعة مائدة إفطار نظمها نبييل القروي وجمعية خليل تونس مستنكرين زيارته لهم قبل الانتخابات واستغلاله للفئات الضعيفة في حملته الانتخابية. والأسبوع الماضي، تداول روّاد مواقع التّواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يصوّر لحظات طرد نبيل القروي من حي هلال بالعاصمة. وتجمع شباب الحي حول القروي وطلبوا منه المغادرة، وأكد أحد الشباب أن نبيل القروي يستثمر في معاناة فقراء الحي وأن هذه حملة انتخابية سابقة لأوانها وقال “نموتوا بالشر وما ناخذش إعاناة من عندك”