تداول روّاد مواقع التّواصل الاجتماعي مقطع فيديو لطرد الناشط السياسي وصاحب قناة نسمة نبيل القروي عشية أمس في حي هلال من الأحياء الشعبية بالعاصمة. وتجمع شباب الحي حول القروي وطلبوا منه المغادرة .وأكد أحد الشباب أن نبيل القروي يستثمر في معاناة فقراء الحي وأن هذه حملة انتخابية سابقة لأوانها وقال ” نموتوا بالشر وما ناخذش إعاناة من عندك”. ويتوجه التونسيين شيئا فشيئا، إلى الركون إلى مزاج تشاؤمي يزدري كل الطبقة السياسية والإعلامية ولا يثق فيها ولا في أبرز وجوهها. وفي الوقت الذي قاطع فيه التونسيين البرامج السياسية بكلّ أشكالها، اتخذت بعض وسائل الاعلام توجّها جديدا يتمثّل في حقن السياسي بالاجتماعي أو إقحام السياسة في برامج الترفيه و غيرها ، إمّا عبر انتاج مادّة إعلاميّة تُدمج الاجتماعي بمضمون سياسي أو عبر المتاجرة بأحلام الفقراء و الطبقات المهمشة لصالح الدعاية لحزب أو لشخص على غرار ما يحدث في قناة النسمة لصاحبها نبيل القروي، الأمر الذي جعل الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) تُنبّه القناة بعد تحولها إلى جهاز دعاية و تضليل مؤكدة أن القناة حولت فقر الناس إلى مادة دعائية لصاحبها بصفة “مُهينة”. ولاحظت “الهايكا”، في بيان أصدرته في وقت ماضي، أن قناة نسمة “تنتهك حق أطفال تونس ونسائها وشيوخها وتمّس من كرامتهم مستغلة في ذلك فقرهم وهشاشة وضعياتهم الى حد تحويل هذا البؤس إلى مادة إعلامية مشهدية مهينة، كل ذلك في سبيل تضليلهم وتسول أصواتهم خلال المحطات الانتخابية القادمة”، وفق نص البيان، مبينة أيضا أن هذا ” التوجه المبرمج على وقع انتخابات 2019 يشكّل نسفا لقيم التضامن ولقواعد الديمقراطية وتكريسا لأساليب “البروباقندا” والدعاية.