تعددت المسلسلات الرمضانية هذه السنة و انفجرت القنوات زخما بالأعمال الدرامية التي سجلت حضورها في القنوات التلفزية وفي فضاء التواصل الإجتماعي، وكثرت الإحصائيات وتباينت الأرقام وتدخلت الهايكا وتزاحم المستشهرون ليبحثوا عن تموقع لهم في الهامش الإشهاري، ضوضاء صخب وتنوعٌ، قوبل البعض منه بالترحيب فيما رُفض البعض الآخر بسبب مشاهد العنف والمضامين الخادشة للحياء، مضامين جعلت وزارة المرأة والأسرة والطفولة تدخل على الخط. انتقدت زيرة المرأة والأسرة وكبار السن نزيهة العبيدي ما وصفتها بالتجاوزات والمشاهد المخلة بالمبادئ والقيم وبالأسرة التونسية في عدد من الأعمال الدرامية في شهر رمضان. وأشادت الوزيرة بتدخلات وجهود هيئة الاتصال السمعي البصري ”الهايكا” وعدد من مكونات المجتمع المدني للتصدي لهذه المضامين التي قالت إنها لا تمت للمجتمع التونسي بصلة. وأوضحت العبيدي في تصريح إعلامي أنّ تونس كانت من أولى الدول التي صادقت على قانون لمناهضة العنف بجميع أشكاله سواء منه الموجه ضد المرأة أو الطفل. وتابعت الوزيرة: “اتخذت الدولة مجموعة من الإجراءات وكذلك المجتمع المدني والهيئة المستقلة للاتصال السمعي والبصري للمطالبة بتغيير تلك الصورة والمشاهد التي لا تمت للمجتمع التونسي بأي صلة”. والأسبوع الماضي، وجهت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري لفت نظر لقناة الحوار التونسي دعت فيه القناة للالتزام بعدم عرض مسلسل ” أولاد مفيدة قبل الساعة العاشرة مساء” بعدما اثار المسلسل جدلا واسعا بسبب محتواه العنيف. كما دعت الهايكا القناة إلى الكتابة على كامل الشاشة وبخط واضح “هذا البرنامج يحتوي على مشاهد عنف من شأنها التأثير على الفئات الحساسة وخاصة الأطفال دون سن 12 سنة”، وذلك قبل عرض كل حلقة من المسلسل ولمدة 10 ثوان: إضافة إلى وضع علامة أسفل الشاشة، طيلة عرض الحلقة، تفيد أن البرنامج ممنوع على من سنهم أقل من 12 سنة. وعبّرت المنظمة التونسية للتربية والأسرة عن عميق الانشغال مما آل إليه المشهد الإعلامي التلفزي الوطني خلال شهر رمضان من بث لبرامج "منافية للتربية السليمة وتساهم في تدمير الأسرة التونسية". ودعت المنظمة المؤسسات الدستورية للدولة والمجتمع إلى التحرك واتخاذ ما يتحتم من تدابير لإيقاف هذا "النزيف الإعلامي التلفزي". من جانبها علّقت الممثلة وحيدة الدريدي بطلة مسلسل ”أولاد مفيدة” في تدوينة على صفحتها على الفايسبوك، على الدعوات التي تمّ إطلاقها على مواقع التواصل الإجتماعي لمقاطعة هذا العمل خلال شهر رمضان بسبب ما تضمنه من مشاهد جريئة وعنيفة. وقالت الدريدي في تدوينتها ”وبشكل ساخر” إنّ من أطلق حملات المقاطعة ومنتقدي المسلسل محقّون في رأيهم لأنّ سيناريو ”أولاد مفيدة” جاء من المريخ لإفساد المدينة الفاضلة تونس حيث لا عنف ولا خرق للقانون ولا وجود للخمر والمخدرات، مضيفة: “شهر رمضان في شوارعنا ينقطع فيه العنف والكلام البذيء والخطف والنفاق والغش لأننا الشعب الملاك”.