في حركة نبيلة وإنسانية وجّه مدير التنمية الاجتماعية بالأردن برقية لجميع رؤساء الجمعيات الخيرية بعدم تصوير وجوه أفراد الأسر الفقيرة والمعوزة أثناء عملية توزيع المساعدات او ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي . كما منع المحافظ تصوير الاطفال اليتامى ذوي الاحتياجات الخاصة خلال مآدب الافطار الرمضانية ، وذلك احتراما لمشاعر الاسر الفقيرة والأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. وانتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة توزيع المساعدات والإعانات على العائلات المعوزة ومحدودة الدخل وعلى اليتامى وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصّة وهي ظاهرة لا يمكن إلا أن تنال استحسان الجميع. لكن السيء في الأمر هو حرص الجمعيات أو الشخصيات السياسية التي تعنى بإعانة هذه الفئات الهشّة على التقاط صور وفيديوهات مع الفقراء والمحتاجين أثناء تقديم المساعدات لهم ثم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى بوسائل الإعلام للإشادة بالخطوات التي قاموا بها. ولاحظنا في العديد من الصور التي انتشرت في شهر رمضان الجاري محاولة بعض الأفراد تغطية وجوههم خلال موائد الافطار الجماعية وخلال تلقيهم للمساعدات، كما نلاحظ مراسم الخجل على وجوه الآخرين الذين أجبروا على التقاط الصور. فهل أن تقديم المساعدات مرتبط بالتقاط الصور؟ في الواقع لا وجود لاي صلة بين العمل الخيري وبين تغطيته اعلاميا أو عن طريق العالم الأزرق، فإن التقاط الصور مع مستحقي المساعدات لا يضفي أي نجاعة على العمل الخيري بل إن تأثيره السلبي على كرامة المعوزين فظيع للغاية. وتعتبر تونس على رأس قائمة البلدان التي في حاجة إلى قرار مماثل خاصّة وأن مساعدة الفقراء فيها أصبح مرتبطا بفترة الانتخابات وبغايات سياسية بحتة، ويتم على ضوء ذلك استعمال مستحقي الاعانات كوسيلة للحشد الانتخابي على حساب المستضعفين.