عادة ما تتسبب أخطاء الوزراء والنواب والمسؤولين في الديمقراطيات العتيدة في إقالة هؤلاء أو استقالتهم وتحمّلهم المسؤولية الناتجة عن أي خطأ مهما كانت بساطته بل يصبح في فترة وجيزة فضيحة دولة. وقد انتشر في الأيّام الاخيرة، “فيديو” على موقع التواصل الاجتماعي “فايس بوك” لرئيس كتلة نداء تونس بمجلس نواب الشعب سفيان طوبال وهو “يرشق” أموالا على راقصة مصرية في ملهى ليلي وهو ما أثار حفيظة روّاد مواقع التواصل الاجتماعي منتقدين سلوكه خاصة في الظروف التي تعيشها البلاد بينما يرشق نائب شعب أموالا ضخمة في لحظات لهو خارج البلاد. فيديو مشابه انتشر في النمسا لرئيس حزب الحرية اليميني المتطرّف وهو يفاوض امرأة إسبانية على علاقة بشخصيات روسية نافذة، ومن المنتظر أن يطيح هذا الفيديو بالحكومة وتنظيم انتخابات مبكّرة. وبين الفيديو الأوّل والثاني، تختلف المعالجة فسفيان طوبال أطلق عنان الاتهامات نحو كل صوب وحدب واتهم عديد الجهات بتسريب الفيديو، بينما اختار حزب الحرية النمساوي التوجه للشعب في انتخابات مبكّرة ليكون قوله الفصل بعد ان اختار نائب المستشار النمساوي الاستقالة. ونقلت وكالة الأنباء النمساوية عن مصادر في حزب الحرية اليميني المتطرف قولها إن البلاد تتجه لإجراء انتخابات مبكرة بعد استقالة هاينز كريستيان شتراخه، نائب المستشار النمساوي، اليوم السبت، بسبب “فضيحة إيبيزا”. وتفجرت “فضيحة إيبيزا” مساء الجمعة مع نشر وسائل إعلام ألمانية لفيديو صور بكاميرا خفية، يظهر شتراخه يناقش، في فيلا بجزيرة إيبيزا الإسبانية وقبل أشهر من انتخابات 2017 التشريعية، مع امرأة يعتقد أنها مرتبطة بشخصية روسية نافذة، احتمال تقديم مساعدات مالية مقابل منحها مدخلا لعقود حكومية مع النمسا. وتناول الحديث المسرّب بين المستثمرة الروسية وشتراخه خصوصا الصحيفة الأولى في النمسا “كرونين تسايتونغ” وتضمن اقتراحا باستثمار المرأة الروسية في الصحيفة لدفعها إلى نشر عناوين موالية لحزب شتراخه. واقترح شتراخه حينها على المستثمرة الروسية أن يمنحها مقابل دعمها عقودا حكومية، وكان حينها برفقة أحد مساعديه المقربين يوهان غودينوس، وهو رئيس الكتلة البرلمانية الحالية لحزب الحرية. ووفق نص المحادثة، قال شتراخه إن المستثمرة الروسية “ستحصل على كافة العقود العامة التي هي اليوم بيد ستراباغ” وهي مجموعة بناء نمساوية نافذة جدا بهذا القطاع. وجاءت هذه الاستقالة الطارئة للتخفيف من وقع الفضيحة التي تهدد أيضا مصداقية حكومة سيباستيان كورتس زعيم الحزب الشعبي النمساوي المحافظ المتحالف منذ عام 2017 مع “حزب الحرية” برئاسة شتراخه.