لا تبدو الأمور تسير بالشكل الجيّد في الجبهة الشعبية قبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية وكذلك الرئاسية ئحيث هنالك انقسام واضح في المواقف خاصة بخصوص المرشّح للانتخابات الرئاسية. ويبدوا أن حمة الهمامي متمسّك بتمثيل الجبهة الشعبية في الانتخابات الرئاسية بينما يصرّ “الوطد” على ترشيح منجي الرحوي في معركة لي الذراع داخل الجبهة التي بقيت متماسكة منذ بعثها في 2012. وتحدث القيادي في الجبهة الشعبية زياد لخضر والأمين العام لحزب الوطد حول هذا الإشكال وأسباب التوتّر داخل الجبهة الشعبية وتحالفاتها الممكنة والانتخابات القادمة. وأكد لخضر في حوار لجريدة الصباح اليوم الإثنين 20 ماي 2019 وجود أطراف في الجبهة لا تقبل النقد الذاتي وتريد مواصلة هذا المشروع حسب الخط ذاته، قائلا “نحن لسنا مع هذا وفي الحقيقة لا نعتبر أن الخلاف قد حُسم خاصة أن بعض الأطراف ذهبت إلى تشكيل قائمة انتخابية في بلدية باردو دون مشاورتنا مصرة بذلك على إقصائنا وهذا وجه من أوجه التوتر التي تعيشها الجبهة في الفترة الراهنة”. وقال لخضر إن الوطنيين الديمقراطيين اقترحوا منجي الرحوي مرشّحا رئاسيا عن الجبهة في حين أن الأطراف الأخرى لم تر ذلك، متابعا “نحن اقترحنا أن تكون آلية الاستشارة داخل الجبهة الشعبية موسعة وتسمح بحسم هذا الأمر غير أن بعض الأحزاب داخل الجبهة اختارت أن تحسم الأمر بطريقة ضيقة جدا لذلك نحن لم نمض على هذا القرار”. كما، اعتبر القيادي في الجبهة الشعبية زياد لخضر أنّ بلوغ مليون مسجل في الانتخابات رقما مهما وقادر على التأثير في نتائج الانتخابات وقلب موازين القوى خاصة وأن نسبة كبيرة من المسجلين من فئة الشباب التي كانت في صدارة العزوف عن التصويت بما يمنح القوى الصاعدة في الساحة السياسية حظوظا أكبر. ويأتي تصريح لخضر أياما بعد تصريح عبر الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي لإحدى الإذاعات الخاصّة الذي أكّد فيه عدم خوفه من النقد الموجه له وللجبهة الشعبية. وقال الهمامي “من حق أي طرف او مكون من مكونات الجبهة الشعبية النقد ومناقشة القضايا” مشيرا إلى ضرورة أن تطور الجبهة الشعبية أساليبها في العمل والاتصال. ولفت النظر إلى ان أن شباب الجبهة يحضر مؤتمرات الأحزاب وبصدد تطوير نفسه، مضيفا أن حضور المرأة لا يرقى للمستوى المطلوب ليس فقط في الجبهة بل في المجتمع التونسي ككل. وأكد الهمامي أنه لم يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية بعد، مبيّنا أنّ الانتخابات الرئاسية أو التشريعية هي معركة جماعية وليست معركة الفرد الواحد ولا بدّ من نقاض لتحديد أهداف وأرضية خوض المعركة الرئاسية.