يعتبر موضوع التبرّع بالأعضاء في تونس شائكا وحساسا وحمل في طياته العديد من التناقضات، فعلى الرغم من أن التونسيين يتفاعلون مع المرضى المسجلين على قائمة التبرع بالأعضاء ويؤمنون بأهمية دور المتبرّع في إنقاذ حياة المرضى، إلا أنهم يرفضون التبرع بأعضاء المتوفين من أقاربهم ويستنكرون ذلك. كما نلاحظ أن عددا ضئيلا من التونسيين مسجلين على قائمة المتبرعين ويعزى ذلك إلى العديد من الأسباب لعلّ أبرزها عدم الثقة لدى التونسيين في مؤسساتهم الطبية. وقد كشف المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء أنّه تم يومي 26 و27 ماي 2019 إجراء أربع عمليّات زرع أعضاء من متبرّع في حالة موت دماغي. وأفاد المركز بأن العمليات تمثّلت في زرع قلب بقسم جراحة القلب والشرايين بالمستشفى الجامعي الرابطة، وزرع كبد بقسم الجراحة العامّة بالمستشفى الجامعي المنجي سليم بالمرسى، وزرع كلية بقسم جراحة الكلى والمجاري البوليّة بالمستشفى الجامعي شارل نيكول، اضافة الى زرع كلية بقسم جراحة الكلى والمجاري البوليّة بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة صفاقس، وأعلم المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء أن العمليات المذكورة كلّلت بنجاح باهر، وذلك بتظافر جهود الفرق الطبّية بالتنسيق مع فريق المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء وبتسهيلات من مختلف إدارات المستشفيات المذكورة. وتجدر الإشارة إلى أن مدير المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء الدكتور طاهر قرقاح كان قد صرّح بأنّ 10 آلاف تونسي فقط يحملون مدونة متبرّع على بطاقة التعريف الوطنية، مشيرا إلى أنّ آخر استبيان أجراه المركز سنة 2017 حول نظرة التونسي للتبرع بالأعضاء أظهر أنّ 77 في المائة من المستجوبين مع فكرة التبرع لكن عندما تتاح الفرصة للتبرع بالأعضاء يصل الرفض إلى 90 في المائة. كما كشف أنّ 10 آلاف و500 تونسي يخضعون لتصفية الدم، بينهم 1700 مسجّلين في قائمة الانتظار في المركز الوطني للنهوض بزراعة الأعضاء. ومن جانبها أعلنت المديرة العامة للمركز الوطني للنهوض بزرع الاعضاء رفيقة باردي أن نسبة اعتراض العائلات التونسية على التبرع بالأعضاء سجل انخفاضا ملحوظا بلغ 68 بالمائة سنة 2016 مقابل 96 بالمائة سنة 2012.