تتسارع الأحداث في الجبهة الشعبية هذه الأيّام وسط تبادل للتهم بين حزب العمّال وحزب الوطد بشأن ما حدث في الائتلاف الحزبي بعد استقالة 9 من نوابه احتجاجا على ما آلت إليه الأحداث بعد تمسّك الوطد بترشيح منجي الرحوي للرئاسيات بينما يصر حزب العمال على الإبقاء على حمة الهمامي مرشّحا للجبهة. واتهم اليوم الخميس 30 ماي، النائب المستقيل من كتلة الجبهة الشعبية بالبرلمان منجي الرحوي، بعض قيادات الجبهة بإضعافها وتخريبها. وقال لدى حضوره في برنامج إذاعي إنّ هنالك قياديين خرّبا الجبهة الشعبية، متابعا: “زهير حمدي لأنه لديه ارتباطات ويريد جرّ الجبهة نحو تموقع إقليمي نحن نرفضه.. والأرعن والطفولي جيلاني الهمامي”. وحذر النائب المستقيل من كتلة الجبهة الشعبية في البرلمان أيمن العلوي، الناطق الرسمي باسم الجبهة حمة الهمامي من أن يكتب التاريخ أنه خان دم الشهيدين محمد البراهمي وشكري بلعيد ورفاقهما وأنّ التاريخ سيسجّله أنه خرب الجبهة الشعبية لسبب ذاتي وشخصي. كما اعتبر العلوي أن الهمامي مسؤول عن وحدة الجبهة لأن تذهب بمرشح وحيد للانتخابات الرئاسية تكون له حظوظ وافرة. وقال العلوي متوجها للهمامي “مطلوب منك موقف محترم وقول الحقيقة”. وفي المقابل، اعتبر النائب في مجلس نواب الشعب والقيادي في الجبهة الشعبية عن حزب العمال الأربعاء 29 ماي أن النائب عن الوطد منجي الرحوي لا يُأتمن على خيار ومستقبل الجبهة الشعبية. وقال عمار عمروسية في حوار إذاعي: الوطد يريد تطويع الجبهة الشعبية لخدمة جهات خارجية”، مضيفا: “القلاع الحصينة تأخذ من الداخل وهذا ما فعله حزب الوطد”. وتابع عمار عمروسية: “صبرنا نفد على تجاوزات الوطد ورغم ذلك حاولنا مرارا الحفاظ على وحدتنا وقدمنا تنازلات”. واستدرك عمار عمروسية: “الانشقاق داخل الجبهة يفرح النهضة”. ولمّح عمار عمروسية في ذات السياق إلى أن حركة تحيا تونس استدرجت منجي الرحوي وربما أغرته بمناصب حكومية مقابل تشرذم الجبهة الشعبية. واعتبر اليوم الأربعاء، القيادي في الجبهة الشعبية، والنائب في البرلمان، الجيلاني الهمامي، في تعليقه على تأثير استقالة 9 نواب من كتلة الجبهة على حظوظ الجبهة في الانتخابات المقبلة، أن الكتلة ليست قيادة الجبهة. وقال الجلاني الهمامي إن النواب المستقيلين يمثلون الأقلية بينهم 6 نواب ينتمون للحزبين المنسحبين من الجبهة. وتابع ضيف شمس آف آم، أن هذه الاستقالة ستؤثر بنسبة طفيفة في حظوظ الجبهة في الانتخابات القادمة مصرحا: “حظوظ الجبهة في الانتخابات القادمة لن تقل عن حظوظها في انتخابات 2014 ومن المؤكد أن الجبهة ستكون لها كتلة في البرلمان المقبل”.