أثار ترشح نبيل القروي للانتخابات الرئاسية جدلا، ليس فقط على الساحة السياسية وإنما الإعلامية أيضا، حيث استنكر البعض فكرة الترشّح واستغلال القروي لقناته لأغراض سياسية، فيما أكد آخرون أنّ لا يمكن مصادرة حق التونسيين الترشح للانتخابات الرئاسية، خاصة بالقوانين التي تصاغ على مقاس الإقصاء. وفي هذا السياق، دعا رئيس الجمهورية السابق ومؤسس حزب الحراك المنصف المرزوقي إلى ضرورة التصدي لمقترح منع أصحاب المؤسسات الإعلامية من الترشح للانتخابات الرئاسية. وقال المنصف المرزوقي في تدوينة له على صفحته الرسمية على الفايسبوك نشرها ليلة أمس، إنه كان من الضروري سن هذا المشروع من قبل، معتبرا أنه يجب إعادة النظر في كل شروط الترشح وفي ظروف نزاهة الانتخابات. وأوضح المرزوقي: “أنه في قضية الحال، كل الناس تعلم أنه تصفية حسابات بين القوى التي قادت الثورة المضادة وتتصارع اليوم على الغنائم، مضيفا أنه أحيانا يتطلب الحفاظ على مصلحة عليا ودائمة التضحية بمنفعة عاجلة حتى ولو كانت شرعية”. وشدد على أن إرساء دولة القانون والمؤسسات أهم ألف مرة من قطع الطريق على خصم سياسي وعدوّ إيديولوجي، حسب تعبيره، وقال المرزوقي: “إذا مرّ هذا القانون فالباب مفتوح على مصراعيه للقوانين على المقاس حسب السلطة الحاكمة وآنذاك وداعا لفترة قد تطول أو تقصر لدولة القانون والمؤسسات”. وتابع: “إنه من السخف الحديث عن انتخابات ديمقراطية ومترشح يملك تلفزيونا وجمعية يتملكها هوس حب الفقراء عند اقتراب الانتخابات وآخرون لا يملكون شيئا”، في إشارة إلى نبيل القروي. من جانبه، نشر الإعلامي وصاحب قناة الحوار التونسي سامي الفهري تدوينة على حسابه بإنستغرام قدّم فيها موقفه من ترشّح صاحب قناة نسمة نبيل القروي للإنتخابات الرئاسية. وجاء في التدوينة: “أعتقد أنّ الجميع يعلم أني آخر شخص يرغب في رؤية السيد نبيل القروي رئيسا للجمهورية التونسية في المرحلة المقبلة غير أني سأدافع عن حقّه في الترشّح لأي منصب سياسي. مؤمنا أنّه لا يمكن مصادرة هذا الحق خاصة بالقوانين التي تصاغ على مقاس الإقصاء.” يذكر أن صاحب قناة نسمة نبيل القروي (55 عاما) أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية، كما أعلن عن الترشح في الانتخابات التشريعية مع فريق من الكفاءات والخبراء، الأمر الذي أثار استنكارا واسعا في الساحة السياسية، خاصة وأن الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري سبقت وان اتهمت القروي باستخدام قناته لخدمة طموحاته السياسية.