أثار التقرير الذي بثته القناة الثانية عشرة الإسرائيلية والذي تحدث عن سماح السلطات التونسية لدخول اسرئليين إلى الأراضي التونسية بجوازات سفر اسرائيلية خلال موسم الحج إلى معبد الغريبة بجزيرة جربة، جدلاً واسعا، حيث أدان نقاد وسياسيون معارضون ما اعتبروه “تطبيع السلطات التونسية مع الكيان الصهيوني” تحت غطاء موسم الحج إلى الغريبة. وقال المحلل السياسي أمين بن مسعودي في تصريح لموقع “إرم نيوز” إنّ “المعلومات الواردة في هذا التقرير تفرض على الدولة التونسية عامة ووزارة السياحة خاصة ردّا شاملا وكاملا على ما جاء فيه من معلومات خطيرة”، محذّرا من “العبث بالأمن الوطني والانخراط في منظومة التطبيع الإعلامي والسياسي والسياحي مع الكيان الصهيوني تحت مقولة التسامح الديني وحوار الثقافات يمثل “حصان طروادة” لمشاريع صفقة القرن”، وفق تعبيره. من جانبه وصف أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي ما حصل في الزيارة السنوية لكنيس الغريبة ب”الفضيحة” بعد دخول حاخامات اسرائيلية من الكيان الصهيوني بجوازات سفر اسرائيلية أمام أعين الحكومة مبينا أنها تواجدت هناك وكانت جنبا الى جنب معهم تحت شعار التعايش بين الأديان والتسامح. واعتبر المغزاوي أن ماحدث “تطبيع حقيقي للحكومة مع العدو الصهيوني ومع شخصيات صهيونية تستغل شعارات التسامح الديني لتمرير مشاريع تطبيعية” حسب تقديره. ويأتي هذا التقرير بعد شهر من اكتشاف منتجات إسرائيلية توزّع وتباع داخل فضاء تجاري كبير بالعاصمة التونسية، ما أدى حينها إلى حملة استنكار واسعة للأطراف التي سمحت بدخول هذا المنتوج الإسرائيلي. وكان الإتحاد العام التونسي للشغل قد كشف وجود منتوج صيني بفضاء تجاري مورّد من الكيان الصهيوني مستنكرا توريد مثل هذه البضائع وداعيا سلط الإشراف إلى التدخل، كما كشفت المنظمة الشغيلة في شهر ماي الماضي عن وجود معلومات تؤكد اضطلاع وكالة الأسفار التونسية “تونيزيا باي ترافل” (Tunisia Bay Travel) في تنظيم رحلات سياحية من تونس إلى الكيان الصهيوني عبر الأردن والقدس المحتلة، وهو ما أثار جدلا واسعا حينها وشكوكًا من احتمالية تورط الحكومة في المضيّ في نهج التطبيع بمختلف أشكاله مع الكيان الصهيوني. يذكر ان إحدى القنوات الاسرائيلية كشفت عن زيارة قام بها وفد إسرائيلي إلى تونس خلال الأيام الأخيرة؛ لإحياء أحد الأعياد اليهوديّة هناك، وأشار التقرير إلى أن تونس، أفسحت المجال للإسرائيليين بزيارتها مرة واحدة في العام، وعلى نحو خاص لليهود من أصول تونسية، وبالتحديد إلى مدينة جربة. وأضاف التقرير أنّ بعض اليهود الإسرائيليين الذين يزورون تونس يحضرون لرؤية منازل ذويهم قبل أنْ يهاجروا منها، ويذهبوا إلى إسرائيل، وهو ما يعني حسب بعض المحللين انه تم التعامل مع هؤلاء الزائرين ك “مواطنين إسرائيليين” لا كزائرين يهود أي بصفتهم المدنية لا الدينية، وفي ذلك توجّه واضح نحو التطبيع الذي لم تعد مظاهره خافية في تونس.