تتبع شركة “سيغما كونساي” سياسة مريبة جدا سعيا منها للتأثير في الناخب التونسي من أجل توجيه الرأي العام خاصة وأنّها تغيّر من استطلاعات الرأي بشكل كبير مع اقتراب المواعيد الانتخابية التشريعية والرئاسية، في سيناريو معتاد. وعلى غرار ما قبل الانتخابات الفارطة حيث بقيت حركة النهضة لفترة طويلة تحتل نوايا التصويت غير أنّه مع اقتراب الموعد الانتخابي تقهقرت الحركة للمركز الثاني، هذه المرّة احتلت النهضة نوايا التصويت لأكثر من 4 سنوات متتالية غير أنه مع اقراب الموعد الانتخابي وضعت الشركة حركة النهضة في المرتبة الثانية وخفّضت من نسبتها إلى حوالي النصف فيما وضعتها في صدارة الأحزاب التي لن يصوّت لها التونسي. وكانت حركة النهضة قد دعت إلى ضرورة تحلي مختلف مؤسسات سبر الآراء وفي مقدمتها “سيغما كونساي” بمقتضيات المهنية، حماية لهذا القطاع المستجد من كل توظيف حزبي أو سياسي. وفي تحول جديد لعمليات سبر الآراء أو ما يمكن تسمية “سبر آراء عكسي” لمؤسسة سيغما كونساي، عنونت صحيفة المغرب نتائجه في عددها اليوم السبت 15 جوان 2019 ب”تحولات وتقاطعات التصويت”، حيث تصدرت حركة النهضة وحركة نداء تونس قائمة الأحزاب التي لن يصوت لها التونسيون في الانتخابات التشريعية القادمة. وقد احتلت حركة النهضة المرتبة الأولى بنسبة 34،5 بالمائة، تلتها حركة نداء تونس بنسبة 19،6 بالمائة، تلتها الجبهة الشعبية بنسبة 9،8 بالمائة، تلتها حركة تحيا تونس بنسبة 6،8 بالمائة ثم الحزب الدستوري الحر بنسبة 6،1 بالمائة وأخير قائمة نبيل القروي بنسبة 4،9 بالمائة. وكشفت سيغما كونساي عن الشخصيات التي لن يصوت لها التونسيون في الانتخابات الرئاسية أو والشخصيات الأبعد عن قلوبهم. واحتل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي المرتبة الأولى ب21.6 بالمائة يليه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ب17.6 بالمائة ثم رئيسة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي يليها رئيس الحكومة يوسف الشاهد في المرتبة الرابعة ثم مؤسس حزب الحراك المنصف المرزوقي. وضعية حركة النهضة مع سيغما كونساي تشابه إلى حدّ كبير مع تفعله الشركة مع قناة التاسعة حيث تضعها في مؤخّرة المشاهدة رغم تأثير القناة في الساحة المحلية وذلك خدمة لأجندات معلومة للجميع. ورغم تصدّر بعض برامج التاسعة المرتبة الأولى في نسب المشاهدة إلاّ أنها غير موجودة في إحصائيات “سيغما كونساي” وهو ما دفع بالقناة إلى دعوة الشركة لعدم وضعها في عمليات سبر الآراء مجددا.