لا تمرّ تصريحات المفكّر والكاتب يوسف الصديق وتدخلاته في الوسائل الإعلامية، دون أن تثير جدلا فهو الذي قال عن القرآن أنّ فيه أمثلة مأخوذة من الروايات اليونانية وهو الذي صرح بأنّ القرآن محرّف وبأن هنالك نسخٌ أخرى من المصحف أحرقت من اجل إخفاء القران الحقيقي، وهو الذي لم يتردد في نزع صفة القدسية عن القرآن وإلى غير ذكم من التصريحات الذي أثارت غضب واستنكار فئة كبيرة من الشعب التونسي الذين يضعون الصديق ضمن تيار فكري معيّن لديه مواقف غير مرضية من الدين. ومؤخّرا، صرّح الصديق بتصريح لا يقلّ خطورة عن تصريحاته المعتادة، حيث قال المفكر في تصريح إذاعي الأحد 16 جوان أن للتونسي مفهوم خاطئ بخصوص صلاة الجمعة. وقال يوسف الصديق خلال استضافته في برنامج حواري على راديو ماد مع الاعلامي لطفي العماري أن صلاة الجمعة ليست فرضا كما يعتقدالتونسيون وليست موجودة أصلا”، مضيفا ” هي صلاة كبقية الصلوات”. وان كان لا بد منها فلتكن عند الفجر. وتابع يوسف الصديق ” لابد من اصلاح المفاهيم الخاطئة التي يحملها التونسيونّ، كما انتقد يوسف الصديق استعمال مكبرات الصوت في أذان المساجد … (فيديو) وكان الصديق قد أثار جدلا قبل اشهرٍ قليلة بتأكيده بأنه وقبل كتابة الدستور اتصل برئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، واقترح عليه مراجعة الفصل الأول منه وإلغاء كلمة الإسلام من الفصل الأول للدستور. وليست هذه المرة الأولى التي يتمّ استهداف الشعب في مقدساته الدينية، حيث تلوح بين الفينة والأخرى دعوات من قبيل المجاهرة بالإفطار وإلغاء الحجّ كما يشهد مجلس الشعب جدلا بين نوابه إذا ما تعلق الأمر بموضوع ديني أو بوزارة الشؤون الدينية. وغالبًا ما تُثير القضايا المتعلقة بالشأن الديني في تونس، نقاشات واسعة بين علماء الدين والأئمة و المعسكر المحافظ من جهة والنخب الليبرالية والأحزاب اليسارية و المُعسكر التقدّمي من جهة أخرى، في ظلّ فترة حساسة تشهد فيها تونس نقلةًَ نوعية في المسار السياسي والإجتماعي بعد ثورة أطاحت بنظام بن علي سنة2011.