قدّمت حركة النهضة أمس الأحد 23جوان2019 الملامح الكبرى لبرنامجها الاقتصادي و الاجتماعي للانتخابات التشريعية القادمة، خلال الندوة السنوية الثالثة لحركة النهضة . وألقى الأمين العام لحركة النهضة زياد العذاري في هذه المناسبة الضوء على البرنامج الانتخابي للحركة، والذي قال إنه يتمحور أساسا حول تحدي الإقتصاد الريعي والفساد والبيروقراطية وتبني منوال حوكمة جدية من شأنها أن تزيل العوائق وتنهض بالإنتاجية والنمو والتحول من اقتصاد الرخص والمحسوبية إلى اقتصاد الفرص والشفافية”، معتبرا أن الإدارة التونسية ما تزال مكبلة بالقوانين والتعقيدات والإجراءات في منظومة الشراءات والإستثمار وتثمين موارد الدولة”. وفق تعبيره واستعرض العذاري ملامح البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للحزب، قائلا في هذا السّياق ” إنّ تونس لها كل المقومات كي تكون قوّة اقتصادية في المنطقة، داعيا إلى نشر هذا الحلم بين الناس وضرورة الإيمان به”. وأضاف العذاري أنّ تونس دولة مضيئة في خارطة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان إقليميا وعربيا، مشدّدا على أن الرّهان يجب أن يكون في الجانب الاقتصادي. وأكد أن المشكل الأساسي الذي تواجهه تونس هو “مشكل ثقة في المستقبل وفي المسؤولين”، مبرزا أن دور المسؤولين والأحزاب هو توضيح الرؤية. وأضاف أن المطلوب من حركة النهضة تموقعها اقتصاديا واجتماعيا، معتبرا ذلك “مسألة ضرورية للتّنافس الديمقراطي المعروض على التّونسيين”. وشدّد على ضرورة أن يجمع البرنامج الاقتصادي بين المصداقية والبراغماتية والواقع" متابعا “لأنّ الشعوب لا تحبّ الأوهام… وتريد أن تحلم وان يكون لها طموح… وواجبنا كأحزاب سياسية أن نقدم حلما وطموحات وأين سنسير ببلادنا” . وأكّد الأمين العام لحركة النهضة زياد العذاري أنّ البرنامج الانتخابي لحركة النهضة يرتكز أساسا على استعادة الثقة وبلورة رؤية محفزة لكل الطاقات ومدمجة لكل الجهات والفئات وبلورة رؤية طموحة لتونس جامعة لكل التونسيين تستعيد الثقة وتحفز الطاقات مع تدقيق الهوية الاقتصادية والاجتماعية. وأفاد أن من الرهانات الإستراتيجية بالنسبة إلى الحزب مزيد الاستثمار في رأس المال البشري باعتباره عماد الاقتصاد المستقبلي من خلال التركيز على التعليم والتربية بالإضافة إلى التركيز على منوال حوكمة جديد يزيل العوائق البيروقراطية والهيكلية وينهض بالنمو والإنتاجية ومنوال اقتصادي للارتقاء في القيمة وتحسين دخل الفرد. واعتبر العذاري أن “الطموحات والأحلام ليست كافية وانما يجب أن تتوفّر أدوات العمل والإنجاز”، مضيفا “نحن نسير نحو مرحلة انتخابية يجب ان نؤكد خلالها على شيء مهمّ جدا هو عقد الحكم… الائتلافات تبنى على تعاقد واضح حول السياسات الكبرى واهم الاجراءات والقرارات التي ستنزل على مستوى الحكم”. و ألقى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من جانبه كلمة بمناسبة اختتام الندوة السنوية الثالثة لحركة نهضة، وقال في كلمته “إنّ الفضاء التونسي اليوم هو طارد وليس جاذبا، وذلك رغم أنّ تونس مؤهلة لتكون جاذبة في قطاعات التعليم والخدمات وغيرها. وشبّه الغنوشي تونس ب”العملاق المقيّد”، مشيرا إلى أنّ انطلاقته رهينة التحرر من الكوابح الإدارية والبيروقراطية، وفق تعبيره. وأضاف قائلا “نحن لن نقبل التوقيع على اتفاق دولي يصادر صناعتنا وفلاحتنا ويصادر موارد تونس”، مضيفا أن الحركة ليست مع انفتاح “أهوج”، حسب تعبيره ،ومن شأنه أن يُدمّر نسيج الإقتصاد الوطني”. وأفاد بأن الحركة ستعمل بعد الإنتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة على بناء تحالفات وشراكات للمستقبل لتحقيق التنمية الإقتصادية والمصالحة الوطنية الشاملة، قائلا في هذا الصدد: “إننا سنحافظ على علاقة التعاون بيننا وبين الاتحاد العام التونسي للشغل، باعتباره شريكا وطنيا اجتماعيا وسياسيا فاعلا ومهما”. وشدّد على ضرورة أن تكون تونس كلها “صفاقسية وجرابة” لأنهم مثال في ثقافة العمل الذي هو الحل الوحيد لتحقيق التنمية والنهوض بالاقتصاد.