استعادت تونس نسقها الطبيعي بعد يومٍ غصّت فيه الساحة المحلية بالأحداث المتواترة، واستطاعت تونس الخروج من الأزمة التي مرتّ بها بأقل الأضرار بل بتشديد المسؤولين على أنّ تونس صامدة وأنّ سياحتها لن تتأثر بمعاضدة الجهود الأمنية لتأمين موسم سياحي ممتاز. وقال وزير السياحة روني الطرابلسي إن التفجيرين الارهابيين اللذين وقعا بالعاصمة اليوم الخميس لن يمسا من السياحة، ومن الحركة السياحية. وقال الطرابلسي للصحفيين أثناء تفقده للموقع الذي شهد تفجيرا إرهابيا بشارع شارل ديجول القريب من الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة، إن الحركة السياحية ستستّأنف بشكل طبيعي بوسط العاصمة بدءا من الغد. وخلف التفجير الذي استهدف دورية أمنية قرب المحلات التجارية، ومقر السفارة الفرنسية، قتيلا من الأمن وإصابة آخر الى جانب جرح ثلاثة مدنيين. وتابع الوزير “عملية جبانة حدثت في سوق تقصده العائلات، وفي شارع يرمز إلى الزعيم الحبيب بورقيبة باني الدولة لكن تونس صامدة”. وأضاف الطرابلسي “العملية الإرهابية لم تمس من السياحة. طلبنا من المارة والسياح في المنطقة أن يبتعدوا عن مكان التفجير لتأمين المكان. لكن أنا هنا لإعلام الحرفيين أنه سيسمح من الغد للسياح بزيارة المنطقة بشكل اعتيادي. والحياة تستمر”. وتوجه الوزير برسالة طمأنة لممثلي الصحافة الأجنبية بأن “الأمن متواجد وسيؤمن كافة الأماكن بالعاصمة والمواقع السياحية”. وكانت العاصمة شهدت اليوم أيضا تفجيرا آخر نفذه انتحاري في مدخل مقر أمني لمكافحة الارهاب (القرجاني) خلف أربعة جرحى في صفوف الأمنيين. من جانبها نشرت الصفحة الرسمية لأيام قرطاج السياحية، فيديو لمجموعة من السياح الفرنسيين ترافقهم الزميلة الصحفية “ليلى بن عطية الله” المكلفة بالإعلام بالتظاهرة السياحية، لتوجيه رسالة قوية إلى الإرهابيين. و ظهر السيّاح و هُم مبتسمون غير آبهين بالعملية الإرهابية التي جدّت صباح الخميس على بُعد أمتار من مكان تواجدهم، و ردّدوا شعار الدورة الأولى من التظاهرة السياحية باللهجة التونسية” تونس .. كل يوم أحلى”. واستعاد القطاع السياحي في تونس عافيته تدريجيا منذ الهجمات الإرهابية الكبرى عسنة 2015 مع تشديد الاجراءات الأمنية، محققا العام الماضي 2018 رقما قياسيا في عدد الوافدين متخطيا عتبة ثمانية ملايين سائح.