استبشر الفلاح التونسي بصابة الحبوب القياسية خاصة بعد سنوات الجفاف التي عرفتها تونس والتي أثرت سلبا على إنتاج الحبوب، لكن سرعان ما تحول الإنتاج الوفير في الحبوب إلى معضلة أرهقت الفلاح الذي لم يتمكن من إيداع محصوله بمراكز التجميع. وقد امتنعت مراكز التجميع عن قبول محاصيل القمح من الفلاحين لأن طاقة استيعابها لا تكف لقبول المزيد قبل تحويل الكميات المجمعة إلى مخازن الدولة، الشيء الذي استنكره الفلاح التونسي واعتبره تقصيرا من قبل المؤسسات المشرفة في الاستعداد لهذا الموسم السخي. وقد أكد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري قريش بلغيث أن الاجراء الذي اتخذته وزارة التجهيز والمتعلق بتحديد سقف الحمولة للشاحنات الثقيلة “22 طن” أربك الاستعدادات للموسم الفلاحي. وأوضع بلغيث في تصريح لموقع الشاهد أن عملية تحويل الحبوب من مراكز التجميع الى مراكز الخزن التابعة للدولة كانت تقع عبر شركات خاصة، عن طريق شاحناتها وكانت الحمولة تصل إلى 40 طن للشاحنة الواحدة، وبالقرار الجديد والذي يحدد السقف الأعلى للحمولة عمليات التحويل تستغرق وقتا أطول مما ينعكس سلبا على الرفع من مراكز التجميع بما ان الصابة كبيرة. وأضاف المتحدّث أن مراكز التجميع تشهد اكتظاظا بدورها لانها امتلأت من حيث الكميات المجمعة في انتظار تحويل المحاصيل إلى مخازن الدولة أو ديوان الحبوب أو الشركات الخاصة التي تصنع هذه المواد، مشيرا إلى وجود فجوة كبيرة تزامنت مع عمليات التجميع. كما اعتبر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أن الاستعدادات لموسم الحصاد كانت كبيرة على مستوى ديوان الحبوب الذي أخذ جميع احتياطاته لكن العنصر المذكور والمتعلّق بتحديد سقف الحمولة لم تنبه اليه جميع الأطراف، مشيرا إلى أن تحديد الحمولة اربك نقل المحصول من مراكز التجميع إلى المخازن وكان له تأثير سلبي على الفلاحين وجعل صفوف انتظارهم تدرك ال 48 ساعة أواكثر. تجدر الإشارة إلى أن وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري سمير الطيب قد أكد انه تم تجميع نحو 7 ملايين قنطار من الحبوب، مشيرا إلى أن مختلف ولايات الجمهورية تشهد تواصل عمليّات جمع ونقل الحبوب من مراكز التّجميع المقدّر عددها ب175 مركزا في اتجاه الخزانات التابعة لديوان الحبوب. كما أقر الوزير بأن “صابة الحبوب هذه السنة استثنائية رغم وجود صعوبات في نقلها برّا “. وأضاف الوزير أنه من المنتظر أن تشرع شاحنات الجيش الوطني في تعزيز عملية نقل الحبوب بعدد من الولايات التي تشهد صابة قياسية وإشكاليات في نقلها، على غرار ولايتي سليانة والكاف، وذلك من مراكز التجميع إلى خزانات ديوان الحبوب. وكانت مراكز تجميع الحبوب الخاصة قد دخلت في اضراب مفتوح وذلك برفضهم قبول صابة الحبوب مما عطل نسق الحصاد بعديد الجهات، و قد حمل رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بالكاف منير العبيدي وزارة الفلاحة مسؤولية ضياع صابة الحبوب اذا تواصل رفض مجامع الحبوب الخاصة قبولها للصابة.