شارف موسم حصاد 2011على الانتهاء في انتظار استكمال جمع المساحات المحدودة المتبقية. ليدخل الموسم الحالي سجّل الأرقام القياسية ليس على مستوى المحاصيل أو الكميات المجمعة فهي على أهميتها لم ترتق إلى سقف محاصيل 2003 أو2009 وإنما على صعيدي النسق الاستثنائي للتجميع اليومي, وكذلك المدة الزمنية الوجيزة التي استغرقتها عملية الحصاد التي انطلقت منتصف جوان واختزلت موسما يمتد عادة كامل الصائفة في بضع أسابيع. ويعود نسق التجميع السريع إلى المخاوف التي انتابت المزارعين مطلع الموسم من تنفيذ تهديدات مجهولة المصدر بحرق المزارع ونهبها ممّا سرّع من وتيرة التجميع. وقد أمكن إلى حدود أول أمس تجميع 9,6مليون قنطار وسط توقعات بإقفال سقف ال 10مليون قنطار حبوبا مجمّعة وفق تقديرات وزارة الفلاحة موفى الأسبوع. موسم حصاد 2011على إيجابية نتائجه لم يمرّ دون مواجهة الفلاحين والمجمعين لبعض الإشكاليات منها ما يتعلق بالمعضلة الهيكلية للنقل والتي برزت بأكثر حدّة هذا العام على اعتبار ضغط الطلب وقلّة العرض من أسطول النقل الذي لا يتجاوز 300شاحنة ضاقت بشحن وتفريغ الكميات الكبيرة من القمح المجمعة في وقت قياسي. علما أنّ طاقة التجميع بلغت في يوم واحد وعلى مدى أسبوع 324ألف قنطار ممّا خلق ضغوطات كبيرة على عملية النقل. ويبدو أن هذا الإشكال لن يحل بصفة جذرية إلا بتكثيف الاستثمار في هذا المجال, غير أنّ طابع النشاط الموسمي لنقل محاصيل الحبوب يحول دون استقطاب المستثمرين، وبالتالي يعتبر التشجيع على إحداث خزانات على عين المكان وهو ما يعرف بمخازن التجميع من شأنه تقليص حدة المشاكل المترتبة عن نقل المحصول نحو مراكز التجميع, وقد انطلق بعد بعض المجمّعين في الاستثمار في هذه المشاريع التي من شأنها كذلك الحد من ظاهرة التخزين في الهواء الطلق. على صعيد آخر أثارت مسألة أسعار قبول الإنتاج لهذا الموسم امتعاض المزارعين رغم الزيادة الطفيفة -على حدّ اعتبار الفلاحين- والتي لا تراعي تصاعد كلفة الإنتاج التي يتكبدونها منتقدين صلابة سلم التعيير المعتمد في تقييم جودة المنتوج وعدم مراعاة المعطى الطبيعي (المناخي بالأساس) المتسبب في تدني النوعية وهو ما يتجاوز طاقة الفلاح ومع ذلك يتحمل تبعاته. لا شك أنّ الإشكاليات كثيرة ولا تقف عند هذا الحدّ, وتحتاج إلى تقييم صريح ومباشر يضع كافة الأطراف المتدخلة وجها لوجه لتفادي تداعياتها مستقبلا والتأهب للإعداد للموسم الجديد بأوفر أسباب النجاح. فهل يكون اللقاء التقييمي الذي يعتزم ديوان الحبوب تنظيمه بعد رمضان الخطوة المطلوبة لطرح مختلف المشاغل والمقترحات لمزيد الإسهام في النهوض بقطاع الزراعات الكبرى كمّا وكيفا؟